صالح الشايجي
لا أدري كم بقي في العمر؟!
ولكن ما أنا على ثقة منه، هو ان المتبقي أقلُّ كثيرا مما انصرم ومضى في الهزائم والنكبات والعثرات و«الحظوظ الرديّة»!
حققت أغلب طموحاتي في الحياة، ورغم ذلك لم تتحقق لي السعادة!
اكتشفت ان طموحاتي سهلة ومتدنية ولا ترقى لأن تكون طموحات لفرد يأمل أن يحيى سعيدا.
عرفت شيئا وغابت عني أشياء، وما عرفته لا يستحق أن يكون معرفة نافعة!
صادقت الآخرين، واكتشفت - متأخرا - أنني لم أصادق نفسي!
اختلفت مع الآخرين فاكتشفت أنني مختلف مع نفسي - أولا - !
عمر الإنسان لا يعدو كونه محطات، بعضها للوقوف، وبعضها الآخر للمرور، وكان عمري محطات للمرور والعبور، وليست فيه محطة واحدة للوقوف.
ما أعشقه في الحياة من أشياء، إما مكروه، أو محرم، أو ممنوع، أو عيب أو غير مستحب!
حظوظ الناس تقودهم الى الأعلى، وحظي لم يطرق بابي حتى الآن! ربما يريدني أن أناديه بعمل وفعل،لا برجاء وتمن!
أتمنى فيتحقق لي عكس ما تمنيته! أتمنى المال كي أنفقه وأسعد به نفسي ومَن حولي والآخرين، فيتحقق الإنفاق ويتمنّع المال! أتمنى الصحة التي أناطح بها ثيران الأرض، فتبرز لي قرون الثور الذي لا يرى راية الاستسلام التي رفعتها!
أثرثر كثيرا في قرارة نفسي، وأمام الآخرين أصاب بـ «السكتة اللسانية»!
أسير على خطى الآخرين، فيلتف الآخرون فجأة ويمحون آثار خطواتهم، فأضل طريقي ولا أهتدي!
الأمل هو السراج الوحيد الذي كلما انطفأ، قمت واشعلته من جديد!
مادمت حيّا، فلابد من الأمل!