صالح الشايجي
اذا كنت في الكويت، وكويتيا كنت او وافدا او من غير «محددي الجنسية» - وهو النيولوك أو النيونيم - للبدون! أقول اذا كنت ذاك او ذلك او هذا وأردت ان تطاع، «فلا تطلب المستطاع» - كما يقول المثل - بل اطلب «غير المستطاع» حتى تطاع!
اطلب - مثلا - لبنة بـ «البشاميل» او سندويتش «مرقوق» او «خثرة» بالكاكاو!
هذا على مستوى المطبخ وغذاء المعدة، اما على المستويات المعيشية الأخرى، فلك مثلا - ان تطلب وأنت الموظف المحدود الدخل والمهدود الحيل، وراتبك لا يتجاوز الـ «300» دينار، سيارة بقيمة اربعين الف دينار، فتجد فورا من يلبي طلبك، ويجعل السيارة امام بيتك في اليوم التالي مباشرة، وقبل ان تدفع القسط الأول البالغ «الف دينار» بالتمام والكمال، ستجد من يطالب بـ «اسقاط» قرضك لأنك «معسر» و«تكسر الخاطر» و«تجري على كوم لحم»!
وكذلك اذا كنت «خالي شغل» تلطلطك الشوارع وملتك الارصفة والجيب «خالي يصفّر» ولا تملك «شروى نقير» - كما تقول العرب - و«حافي ومنتّف» - كما يقول الكوايتة - فليس لك سوى باب واحد ينقلك من حالة الرثاثة والعوز تلك الى مصافّ اغنياء العالم تنافس «بل غيتس» و«الوليد بن طلال» وسيكون لك صوت مدوّ أعلى من صوت «جورج بوش» الابن، بل حتى «بوش» الأب!
اما اذا سألتني كيف لي ان احقق ذلك؟ فسأقول لك ان الدرب اهون مما تتصور واسهل مما تعتقد، فما عليك سوى ترشيح نفسك لـ «مجلس الأمة»، فإن فزت فقد حظيت بالدنيا ونعيمها وقد اقبلت عليك تقول لك: شبيك لبيك؟ وساطات، تعيينات، قسائم، وظائف، استجوابات، تصريحات، شركات ..الخ، وان لم تفز - وهذا أمر مستبعد - فقد نلت شرف المحاولة ولقب «مرشح سابق»، وهذا ايضا سيجعلك تحت الاضواء ويساعد على نقلك من حال الى حال، واذا اردت ضمان الفوز، فإن عليك ان تبدأ باطلاق «لحيتك»، او ان كانت لديك قبيلة منسية وخارجة عن نطاق تغطيتك، فعد اليها ورتب امورك مع الجماعة، وكن لسانا لقبيلتك ومدافعا عن حدودها الجغرافية، وعند ذاك ستصل سريعا وبـ «الظرف المختوم» الى مجلس الأمة!