صالح الشايجي
بما أننا الموزعون الوحيدون، أو – حسب لغة العصر – الوكلاء الحصريون، للديموقراطية وضواحيها، في الشرق الأوسط والأقصى والأدنى، وبما أنها (الديموقراطية) تجري في أجسادنا مجرى الدم في العروق، وقد رضعناها مع الحليب ونحن في الأمهاد، وأول ما نطقنا نطقنا بحروفها قبل أن ننطق بـ «ماما» و«بابا» و«ميري»! بما أننا ديموقراطيون الى هذا الحد، فإنني وبدافع من الديموقراطية المتأصلة بي، أتقدم باقتراح أراه وجيها ويساهم في ترسيخ ديموقراطيتنا التي لا تقتلعها الأعاصير ولا تزعزعها الزلازل.
لقد لاحظت – كما لاحظتم – ان كل عابر سبيل، أو واقف عند الإشارة، أو كل متسوق في فرع الجمعية، كلهم لهم رأي في تشكيل الحكومة، يطالبون بتوزير هذا واستبعاد ذاك، ودرءا لشبهة الابتعاد عن «ثوابتنا الديموقراطية» فإنني أقترح عمل برنامج يحمل اسم «وزير أكاديمي» على غرار برنامج «ستار أكاديمي» الشهير، بحيث يعرض المرشحون للوزارة على جمهور المشاهدين، وبعد ذلك يتم التصويت عليهم من قبل المشاهدين، بواسطة رسائل قصيرة، بعدما ترشح الأكاديمية اثنين أو ثلاثة منهم ليكونوا «نومينيه»! ومن يخرج منهم يتبادل الضم والاحتضان مع زملائه ويذرفون دموع الوداع! ثم تجري التصفيات النهائية والتي ستسفر عن عدد الوزراء المطلوب والذين تمت تزكيتهم من قبل الشعب الديموقراطي الذي تسير الديموقراطية في دمائه! وبذلك نضمن ان وزراءنا لن يستجوبوا لأن وراءهم كتائب وجحافل من المدافعين عنهم، ولأنه قد تم اختيارهم بناء على طلب «الجمهور الديموقراطي»!
الفن في خدمة السياسة، مثلما السياسة في خدمة الفن، والديموقراطية في خدمة الاثنين، والاثنان في خدمة الواحد، والواحد في خدمة الأمة والأمة في خدمة اختها الأمة الثانية!
لذلك فنحن نقول دائما ونردد عبارة: «الأمتين العربية والإسلامية» والتي يرددها الرسميون والزعماء الثوريون والزعماء البقريون، في كل مناسبة سواء كانت مناسبة سعيدة أو تعيسة!
فمثلا في الأعياد ورمضان نسمعهم يقولون: «أعاده الله على الأمتين العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات»! أما في المناسبات التعيسة فنسمعهم يقولون: «ندعو ان يجنب الله الأمتين العربية والإسلامية»!
وعود على بدء لأؤكد للأمتين العربية والإسلامية وجاهة اقتراحي «وزير أكاديمي» ليرتاح سمو رئيس الوزراء المكلف و«يفتك» من «حنّة» الديموقراطيين، وبالتالي يرد لهم الصاع صاعين، فإذا ما عابوا الحكومة واتهموها يرد عليهم قائلا «خبز خبزتيه يالرفلة اكليه»!