الحمد لله الذي بفضله تدوم النعم، والحمد لله الذي أنعم علينا بهذا الوطن، والحمد لله الذي سخر لنا قادة وولاة أمر صدقوا ما عاهدوا الله عليه، حفظوا الأمانة، وبروا بقسمهم، وعملوا واجتهدوا، جزاهم الله عنا خير الجزاء.
يقول الله سبحانه (وتلك الأيام نداولها بين الناس).. البارحة رحل أميرنا ووالدنا سمو الشيخ نواف الأحمد الصباح يرحمه الله.. كان بدرا أنار حياتنا بأفعاله، وبدد ظلام الفساد بتوجيهاته، فظهر الحق وزهق الباطل، كان طبعه غالب، هادئ، ورزين، يكتفى بالإشارة وصاحب الشأن (بالإشارة يفهم)، كان رحمه الله يرى ويسمع بعض الأمور لكنه يتغافل، ويلتمس العذر، كان أبا رحيما لشعبه، وأخا مخلصا، وابنا بارا بوطنه، حتى أتاه اليقين، ودعنا سموه البارحة وهو يعلم ان بعد نور البدر يبزغ ضوء الشمس وأشعتها التي تطهر وتعقم أنفاسنا، وتحرق الميكروبات والطفيليات التي غرست أنيابها بمفاصل البلاد.
يقول د.عبدالله العتيبي رحمه الله:
يا شموس ديرتنا احرقي..
كل الغصون الهزيلة
يا دروب ديرتنا اسحقي
كل الخطاوي الدخيلة
إن ما سمعناه من جميع خطابات سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح حفظه الله يدل على الحزم، والعزم على الإصلاح والتقويم، وهذا ما تحتاجه الكويت في هذا العهد الميمون، وإن أجمل وأحلى كلمات سموه هي الصراحة المطلقة والتي يحتاج المواطن سماعها من ولاة الأمر ليطمئن قلبه بأن قادته يعلمون بكل ما يجري في البلد. نعم يا سمو الأمير لقد كانت كلماتك بردا وسلاما على قلوبنا وأسماعنا، كانت كقطر السحاب على نبات الصحراء، نعم لم تكن الأمور على ما يرام، رغم وجود ديموقراطية وحرية.
صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الخير والحزم حفظكم الله، وجعلكم للكويت سببا للخير، واختاركم وسخركم سبحانه لتقويم المسار، فلكم منا السمع والطاعة، ولكم منا العون والتأييد، فاعقلها وتوكل على الله، نسأل الله العلي العظيم أن يسخر لكم قلوب عباده، وأن يسدد خطاكم وينير دربكم، وثق يا سمو الأمير بأن أهل الكويت مشتاقون ومتعطشون للإصلاح، فسموكم قائد للإصلاح لما نعرفه عنكم من الروح العسكرية بالضبط والربط.
نهنئ أنفسنا بكم، ونهنئ الكويت بكم
فبعد القسم بالله العظيم (وإنه لقسم لو تعلمون عظيم) فسموكم خير خلف لخير سلف.
والكويت من خير.. إلى خير بإذن الله.
[email protected]