علمٌ لفت انتباهي وصرت شغوفا للبحث في تفاصيله والإلمام بأدواته، فمنذ فترة كنت أبحث في الإنترنت عن فن إدارة الأزمات وعما كتب في هذا الموضوع وعن الجهات التي تقدم دورة تدريبية فيه عازما على المشاركة وإن كانت خارج الكويت، فحياتنا لا تخلو من أزمات أسرية وسياسية وصحية وبيئية واجتماعية وعملية وغيرها، ومن هنا تكمن الحاجة الى الإحاطة بهذا الفن.
وجاءت أزمة «كورونا» كنموذج جاهز للدراسة وتطبيق هذا الفن عليه فحالة الهلع التي أصابت الناس فور الإعلان عن إصابة مواطنين عائدين من إيران وكمية الإشاعات التي انسابت وتدفقت بشدة مع وسائل التواصل الاجتماعي إضافة إلى تبعات هذه الأزمة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وصحيا عززت قناعتي لتعلم هذا الفن، وتزامن ذلك مع محاضرة شيقة قدمها خبير التخطيط الاستراتيجي د.أحمد بوزبر قبل أيام فزاد ولعي بهذا الفن المهم.
ولطبيعة عملي كمذيع للأخبار والبرامج السياسية، فإن أزمة «كورونا» بتفاصيلها وإحصائياتها الدقيقة لصيقة بي، تابعت بإمعان الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة بإيعاز من سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد في التدابير الاحترازية والوقائية ومحاصرة المرض وتشكيل فريق لإدارة الأزمة بقيادة وزير الصحة الشيخ د.باسل الصباح مرورا بالسادة الوكلاء بالتعاون مع جهات الدولة ذات الصلة وصولا إلى الناطق الرسمي لوزارة الصحة الخلوق د.عبدالله السند والذي تميز من وجهة نظري في إدارة الأزمة - ومازال- إعلاميا من خلال الحضور المتواصل في المنصات الإعلامية ناقلا الأخبار بدقة وشفافية ومطمئنا المجتمع بالإجراءات المتخذة وهو ما أكدته كذلك منظمة الصحة العالمية.
هذه الأزمة وغيرها من الأزمات تدفعنا إلى ضرورة إنشاء جهاز خاص بإدارة الأزمات وتدريبه باحترافية فائقة تحسبا -لا قدر الله - لأي أزمة لتتم إدارتها واحتوائها بفاعلية، أسأل الله سبحانه أن نتجاوز هذه الأزمة ويشفي جميع المصابين، خصوصا بعد إعلان الصين مصدر الفيروس عن انحسار شديد في حالات الإصابة به، يقابله حالات شفاء كبيرة، ما يعطي مبشرات جيدة بانتهاء هذه الأزمة، والإيجابية أن الشدائد والأزمات دائما ما تسفر عن أصالة الشعب الكويتي في تلاحمه كأفراد وكمؤسسات حكومية وخيرية لمواجهة الأزمات والكوارث.
alـkandri@