فور الانتهاء من قراءة أي كتاب، كبيرا كان أم صغيرا، نشعر بنشوة تتملكنا وبمجرد الانتهاء من رحلتنا القرائية نكون قد سافرنا الى عوالم ساحرة للخيال آسرة للفكر مغذية للعقل وكأننا فرغنا لتونا من مشاهدة فيلم سينمائي ممتع مليء بالحبكات والتشويق أو قضينا ساعات مع حكيم نستقي منه عصارة خبراته في الحياة، إلا أنه قد تعترينا فترات من الفتور عن القراءة تقل معها لياقتنا في القراءة حتى وإن كنا قراء نهمين، فنضطر للبحث عما يلهمنا ويحيي فينا شغف القراءة من جديد.
ثمة أدوات بسيطة ومفيدة تعتبر مفتاحا لاستئناف قرار القراءة مجددا، شخصيا إذا فقدت لياقتي في القراءة ألجأ إلى كتب د.غازي القصيبي - رحمه الله - بأسلوبه الكتابي الجاذب والذي اعتبره أهم الأدوات لاستعادة لياقتي في القراءة وإعادة ترميم علاقتي بالكتب، كذلك تنويع خياراتك في القراءة تعمل على تحريك مياهك الراكدة، بالإضافة إلى اختيار مكان مناسب للقراءة كالكافيهات وما زلت أذكر ولا أنسى تلك الجلسة في شتاء ممطر في أحد الكافيهات المتاخمة على شارع الحمراء في بيروت حيث تقطن الأسطورة فيروز على امتداده، فرغت من قراءة كتاب «بيكاسو وستاربكس» للكاتب ياسر حارب كاملا، وفي رحلة لماليزيا بالطائرة انتهيت من قراءة كتاب «صنعة العظماء» لروبن شارما.
انتقِ مكان يلهمك أن تقرأ أكثر وأكثر وبدد فتور القراءة لديك، اصنع لك مكتبة ولو صغيرة في منزلك تجد فيها شغفك وتروي تعطشك للقراءة، تهيأ لجلسة القراءة كما لو انك ذاهب في موعد مع من تحب، استل قلما فسفوريا وأوراقا صغيرة لاصقة خطط واعمل خرائط ذهنية للأفكار والمعلومات الثرية التي تواجهك في رحلتك.
فتش عما يلهمك ويشبع شغفك للقراءة، نوّع خياراتك، تواصل مع محبي القراءة، كوّن لك مجموعة قراءة تناقش معها ما تقرأ، زر المكتبات، وفكر بروعة ما قاله الأديب الرافعي «ليكن غرضك من القراءة اكتساب قريحة مستقلة، وفكر واسع، وملكة تقوى على الابتكار، فكل كتاب يرمي إليك إحدى هذه الثلاث فاقرأه».
al_kandri@