ينتظر الناس في الحالات الاعتيادية أخطاء الحكومات كي يشرعوا في انتقادها، اما في حالتنا نحن فإن الانتظار تكلف لا داعي له، فالمواطن الراغب في انتقاد الحكومة يجد فرصته متاحة له متى يشاء، ذلك ان الحكومة الرشيدة حريصة على توفير اخطاء بالجملة لافراد الشعب كافة في كل وقت، وليس المطلوب من المواطن سوى اختيار التقصير الحكومي المناسب لمزاجه ومباشرة عملية النقد.
القضايا تكبر، والزمن يمر، والناس تشققت اكبادها قهرا وكمدا، والحكومة جالسة باسترخاء توزع الاخطاء، مرة باليمين ومرة بالشمال كي يمارس المواطنون حقهم في الانتقاد والسخط، اضافة الى انها توفر للصحافة «خبطات صحافية» تتعلق بالتقصير الحكومي حتى أمست اخطاء الادارات الحكومية المصدر الرئيسي والوحيد والحصري لكل القضايا التي يتحدث حولها الناس.
يعتقد البعض اننا شعب محسود على نعمة حرية التعبير، وذلك اعتقاد صحيح، فالحكومة الكريمة لم تقصر مع الشعب وتحرص على تزويده في كل يوم بقضايا كثيرة تدفعه نحو السخط والشكوى، ربما ايمانا منها بضرورة توفير الاخطاء التي تحث الشعب على ممارسة حقه في التعبير.
التراجعات تتزايد والحكومة (يا الله من فضلك) صامدة، ثابتة، كما الجبل الذي لا تهزه الريح.
www.salahsayer.com