المهم حقيقتك أنت، لا ما تقوله لك المرايا، فإذا كنت جبانا وتعتقد أنك شجاع، فإن اعتقادك وهم وخيال لن يغيرا من الحقيقة شيئا. فالمرأة العاقر ستبقى كذلك حتى إن شعرت بأعراض الحمل الكاذب، وكذلك من يصف الكويت بالديموقراطية ويصر على هذا الوصف، فلن يغير وصفه وإصراره من حقيقة الواقع المعيش الذي يؤكد ابتعاد بلادنا عن شطآن الديموقراطية.
الحياة النيابية، وحدها، ليست دليلا على الديموقراطية، فمعظم الدول تجري فيها انتخابات نيابية دون جعجعة أو ادعاء أو تعال على الآخرين بهذه الديموقراطية المزعومة التي لاتزال بعيدة عن المجتمعات العربية وعن ثقافتها وعن نزعاتنا التسلطية والالغائية، حيث لا قبول للآخر المختلف ولا إيمان حقيقيا بالتعددية ولا وجود لثقافة التسامح.
فالتواضع صفة نبيلة، والاعتراف بالحقائق شجاعة يفتقدها البعض حين يصر على الحديث عن الدستور فيصوره وكأنه مركبة فضائية ستنقلنا الى القمر، أو إكسير الحياة الذي يضمن لنا الخلود، ويتناسى أن الديموقراطية الحقة حياة متكاملة ووسيلة لا غاية أو مجرد ديكور نتباهى به أمام الآخرين.
www.salahsayer.com