كم تمنيت لو انه صدق وطبق المقولة المنقولة عن الإمام الشافعي «رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب» تمنيت ذلك حين رأيته وقد ازرق وجهه وكادت عروق عنقه تتفجر غيظا وحبات العرق تنز من جبينه، إثر مشادة كلامية (نقاش) بينه وبين أحد معارفه حول علاقة العلمانية بالدين.
معظمنا تسيطر عليه الرغبة في إقناع الآخر والسعي الى سحبه نحو الضفة التي نؤمن بها، ويرعبنا الفشل والعجز عن تحقيق هذه الرغبة الجارفة، لذلك تتحول الحوارات والنقاشات في عوالمنا المريضة الى خناقات، وننسى ان الله خلقنا بذهنيات مختلفة، وليس بالضرورة ان يرى سواي ما أراه صوابا، فللآخرين وجهات نظر قد لا تتطابق مع مناظيري.
ثمة حل نافع في هذه الحالات يتجلى في الراية البيضاء عند الاختلاف في الرأي، فبعد ان يدلي كل طرف بدلوه، ويسوق ما استطاع من دلائل وبراهين، فلا فائدة ترجى من الخوض في الجدل العقيم، خاصة حين يكون أحد طرفي النقاش من النوع المرسل فقط وجهاز الاستقبال لديه معطوب، فلا حل سوى رفع الراية البيضاء والاستسلام والركون الى الراحة وتحصين الرأس من الصداع.
www.salahsayer.com