يحدث أحيانا ان يحاول طرف ثالث الصلح بين اثنين مختلفين فيزيد الطين بللاً، وعوضا عن إنهاء المشكلة تكبر رقعة الخلاف بينهما، لذا ينصح بعض الحكماء بحل المشكلة بين طرفي النزاع مباشرة وعدم السماح للآخرين بالتدخل مهما كانت درجة نواياهم الطيبة، أو منزلتهم الرفيعة لدى الطرفين، وإن تطلب ذلك تأخير الصلح بينهما، فصلح متأخر أفضل من استعجال يزيد النار نارا.
وعلى العكس من الرأي الأول، ينصح البعض الآخر من الحكماء صاحب المشكلة بالبوح بمشاعره الدفينة، ذلك ان الكتمان والتفكير السلبي في الخلاف يزيد من غضب الإنسان، بعكس التنفيس عن المشكلة الذي يخفف من وطأتها على نفسيته، خاصة حين يسمع الغاضب عن مشكلة أخرى أكبر من مشكلته فتهون عليه مصيبته!
أعرف شخصا أكثر حكمة وطرافة فهو حين يختلف مع أحد لا يتحدث عن المشكلة مع شخص يعرف الطرفين كي لا يتسع الخلاف، بل يستقل اقرب سيارة أجرة، وحالما يجلس على المقعد الخلفي يشرع في الحديث مع السائق والبوح والعتب وربما شتيمة الشخص المختلف معه، وبعد أن يفرغ صدره من المشاعر السلبية يطلب من السائق التوقف لينزل من السيارة تاركا مشكلته على مقعد التاكسي!
www.salahsayer.com