صلاح الساير
من الجزيرة العربية وتحديدا من المدينة المنورة اندفع أجدادنا الأوائل (الخليجيون بتعبير العصر الحالي) رافعين رايات الدين الحنيف فنشروا الشريعة السمحة في أصقاع الأرض.
ان مجتمعاتنا الخليجية التي صدّرت الدعوة في الفتوحات الإسلامية ليست بحاجة اليوم الى استيراد هذه الدعوة، مرة أخرى، واستقبال دعاة يفدون إليها بحجة الدعوة الى الدين، فالأنهار تواصل مجراها نحو المصبّات ولا ترتد نحو المنابع.
وبدلا من بيع الماء في حارة السقائين، ينبغي على الدعاة العرب تكملة العمل الذي بذله أجدادنا ومواصلة الرحلة الدعوية باتجاه مجتمعات عطشى
لا تدين بالإسلام، كمثل القبائل الوثنية في أفريقيا، والسعي الى نشر الدين الحنيف فيها، فذلك أكثر نفعا وجدوى.
أما في دول مجلس التعاون الخليجي فقد تعاقب، عبر أزمنة طويلة، مئات الدعاة من العلماء الخليجيين الأفاضل الذين رعوا، ويرعون، الشؤون الدينية لأفراد المجتمع الخليجي. فنحن ندعو، يا سيدي، ولا نُدعى.