النزاعات الداخلية في الدول مثلها مثل الحروب تخلق فرصا للتغيير المفاجئ والحاد في حياة البشر، فالأسرة الميسورة الحال والتي تسكن الفيلا الفخيمة قد تجد نفسها بين ليلة وضحاها تسكن في مخيم للاجئين، والشخص الثري او المسؤول او العسكري ذو الرتبة الرفيعة قد يجد نفسه في المنفى يمشي مخبوءا في ظله بعد ان كانت الأمكنة تهتز حال وصوله.
****
وعلى نحو نقيض مما تقدم قد تغير النزاعات والحروب والانقلابات العسكرية حال الناس الى الافضل، فيرتفع شأن ضابط غير معروف أو مجهول التاريخ ليحتل واجهة المشهد في بلاده ويمسي مركزها الركيز، او يستغل شخص الفوضى الأمنية الناجمة عن النزاع في بلده ويقوم بالسطو على أموال عامة أو خاصة او خيانة الأمانة والهروب بثروة مفاجئة تقلب حياته رأسا على عقب.
****
في عام النكبة 1948 هرب الفلسطينيون وبعضهم ميسورو الحال من بيوتهم وبساتينهم على امل العودة فسكنوا المنافي وتناسلوا في خيام الشتات دون ان يعود أحد من ذراريهم الى تلك البيوت التي لايزالون يحتفظون بمفاتيحها كتذكارات تدمي قلب الحجر، ولايزال خطر التغيير المفاجئ والحاد حتى يومنا هذا يطارد الناس في عموم المنطقة العربية ليقلب أحوال الناس من يسر وأمن ودعة إلى عسر وخوف وتشرد.
****
ليس في جميع الأحوال يكون القتلى هم أكثر المتضررين من الحروب فبعض المآسي المرعبة تؤكد.. رحمة الموت.
www.salahsayer.com
salah_sayer@