صلاح الساير
ذرية الانسان ابناؤه، وهم زينة الحياة عندما يتمتعون بالصلاح الذي لا يتحقق دونما تربية سليمة، اما اذا فسدت اخلاقهم وعقولهم فهم مصدر شقاء وضنى لذويهم، ولذلك سمي الابن ضنى وتعني السقم والمرض، وبهذا غنت شادية للطفولة «سيد الحبايب يا ضنايا انت».
في تفسيره للآية الكريمة (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) يذكر سماحة السيد محمد حسين فضل الله «ان الانسان من الممكن ان يفتتن بالابناء ويستسلم لما يرتاحون اليه، فيبتعد عن الخط المستقيم، ولذلك قال تعالى (والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) فالزينة تزول وتبقى الاعمال الصالحة».
ليس الانجاب خصلة مقصورة على البشر، فالارانب والاسماك تفعل ذلك واكثر، غير ان الانسان يتميز بقدرته على التربية الصالحة وتطوير الاجيال التي تأتي من بعده، ولذلك يقول البدو لمن يرزقه الله بمولود «جعله اخير من ابيه» وتلك دعوة طيبة تفترض الصلاح والخير بالوالد وتتمنى الاكثر للمولود.
تبقى الاشارة الى ان التربية الصالحة تختلف عن الوصاية او برمجة الابناء الذين خلقوا لزمن غير زمن الآباء والامهات.