مثلما تتعرض منطقتنا العربية إلى تغيرات مناخية متمثلة بالعواصف الهوجاء والأمطار الغزيرة فإنها تتعرض إلى تغيرات سياسية حادة تكشفت مع الربيع العربي المزيف، وتوجت بظهور تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي أصبح مظلة لكل جماعة إرهابية أو جهة استخباراتية، وأضحى يقبل مختلف التفاسير مثلما حدث مؤخرا في المجازر التي شهدتها مدينة باريس.
****
الأحداث الخطيرة تتسارع وتتطور على نحو مريب، وكأنها تتحرك بفعل فاعل أو حسب برنامج أو خطة مسبقة، وربما كان القصد من وراء هذه «الفوضى المنظمة» إرباك أصحاب القرار والتشويش على مستشاريهم، تمهيدا للدخول في مرحلة قاسية تأتي مع الأيام المقبلات، خاصة مع عجز العقل عن تحليل قوة «داعش»، وكأن هذا التنظيم الإرهابي قوة قدمت من الفضاء الخارجي!
****
من يرصد ويقيس الأحداث والتطورات في المنطقة يجدها، للأسف، أسرع وأقوى من ردود الأفعال الرسمية أو المبادرات الحكومية «باستثناء مبادرة التحالف العربي المتمثلة بعاصفة الحزم» في وقت يتطلب من دول الاعتدال العربي المضي في وثبات كبيرة ومبادرات عظيمة تمكنها من التحكم في مسار الأحداث والسيطرة عليها، وذلك أمر يتطلب عاصفات حزم على الأصعدة السياسية والتعليمية والاقتصادية.
www.salahsayer.com
salah_sayer@