للطعن في مصداقيته والتشكيك في أهدافه قيل عن «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» إنه ردة فعل للحرب العراقية- الإيرانية، وبعضهم توغل أكثر في نظرية المؤامرة وذهب إلى أنه من صنائع الشيطان الأكبر بهدف تدعيم حكم صدام حسين. وبمرور الوقت دارت الأفلاك بدورتها، وجرت تحت الجسر مياه كثيرة، وانتهت حرب واندلعت بعدها حروب، ومات الخميني وبعده صدام، وأنقلب العراق رأسا على عقب، ولم يزل مجلس التعاون قائما، نافعا، قائدا.
****
صمدت المنظومة الخليجية بوجه محاولات التشكيك وتكسير المجاديف، وأزهرت بساتينها إنجازات كبيرة وكثيرة يشعر بها المواطن الخليجي حيثما كان. وجميعنا نتذكر عندما تعرضت الكويت للغزو كيف أثبت مجلس التعاون الخليجي قوته وجدواه ومنفعته، كما نتذكر الدور النبيل الجليل الذي قامت به قوات درع الجزيرة في مملكة البحرين، ولم يزل الدعم الخليجي للشرعية في اليمن الشقيق ماثلا للعيان، حيث نسور عاصفة الحزم تحلق في سماوات العرب، والأبطال يتقدمون إلى سوح الوغى ملقين بأرواحهم في مهاوي الردى نصرة للحق.
****
وقبل أيام في مملكة البحرين تم افتتاح «مركز العمليات البحري الموحد» الذي يمثل مركز اتصالات وقيادة مشتركة موحدة لدول الخليج، والذي وصفه العاهل البحريني جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بأنه (إحدى ثمرات التلاحم الأخوي بين دول مجلس التعاون للتصدي لمختلف التحديات التي تحيط بالمنطقة).
****
مع تعاقب الايام وتعاظم المشكلات من حولنا أثبت مجلس التعاون الخليجي أنه منجز كبير لقادة كبار.
www.salahsayer.com
salah_sayer@