بعد أن عاد الشيخ محمد عبده من فرنسا إلى مصر في اواخر القرن التاسع عشر، قال مقولته الشهيرة «ذهبت للغرب فوجدت الإسلام ولم أجد مسلمين، وعدت للشرق فوجدت مسلمين ولم أجد الإسلام»، والقصد من العبارة المنسوبة إلى الشيخ محمد عبده انه شاهد في فرنسا مقاصد الاسلام وغاياته مثل العدالة والقانون والنظام والعلوم والتقدم وقد حققها الفرنسيون وهم غير مسلمين بعكس المسلمين الذين لم يحققوا في بلدانهم الغايات الرائعة والنافعة التي يدعو إليها الاسلام.
***
مقولة شهيرة ورائجة بين الناس غير انها تنطوي على خطأ جسيم وظلم عظيم، فمصر ومعها الدول العربية بأجمعها ليست الشرق بأكمله، والمسلمون العرب لا يمثلون الأغلبية الغالبة من المسلمين.
فعلى سطح كوكب الأرض ملايين المسلمين والمسلمات سواء من الذين يعيشون في أوروبا واميركا أو في دولهم مثل الهند وماليزيا واندونيسيا وبنغلاديش والصين والعديد من الدول التي لا تعاني مجتمعاتها من الامراض التي تعاني منها المجتمعات العربية.
***
مقولة الشيخ محمد عبده، بطبيعة الحال، تعكس تفكيره العربي الذي يتوهم ان العرب وحدهم هم المسلمون، وهي فكرة متجذرة في الوجدان العربي، تعجز عن الفصل بين العرب وبين المسلمين. فكرة ظالمة تتجاهل ملايين المسلمين من غير العرب الذين يشاركون إخوتهم البشر في تحقيق التطور والتقدم والسلام ويساهمون في إنجاز العدالة والقانون والنظام والعلوم، وتختلف أفكارهم ومسالكهم في الحياة عن الأفكار المعهودة في العالم العربي أو المسالك المتخلفة والسائدة لدينا.
www.salahsayer.com
salah_sayer@