لو أدرك أسرى التعصب المذهبي أو الديني أو القومي أو العرقي أو القبلي الجمال الجميل الذي تشعر به وتعيش فيه أنت يا من تحمل في صدرك المحبة والاحترام للآخر المختلف عنك مذهبيا أو دينيا أو عرقيا أو قبليا، لبكى المتعصبون على حالهم البائس التاعس، واشتكوا من شدة فقرهم، واختنقوا من ضيق أفقهم، وتحسروا على أيامهم الماضيات وهم مقيدون خلف قضبان التعصب، ولصلوا إلى ربهم يدعونه مساعدتهم على الهروب من الظلمة إلى النور، والخروج من عتمة السراديب الى الحياة الرحبة.
***
نعم.. فالجمال من نصيبك انت، وحدك، أيها الجميل الذي تدرك أن الاختلاف ميزة للبشر دون الحيوانات والطيور التي على اشكالها تقع.
أنت المؤمن بالله، الخالق، البارئ، الواسع، الواجد.
أنت يا من تحب وتحترم مخلوقات الله من بني البشر الذين قسمهم ربك الأعلى بين مختلف الاعراق والألوان والبلدان والأديان والمذاهب والمشارب والأذواق والقبائل والديار والأفكار.
فأنت، أنت، الإنسان الجميل النبيل الأصيل، تملك في داخلك مفاعيل المحبة، فكلما مددت يدك إلى الآخر المختلف عنك تراقصت الأقمار وتطاولت الاشجار وغردت من فوقها الأطيار.
***
أما التعصب فعماء بصيرة، ومرض يدرك الإنسان فيوحشه، ووهم لا يصيب الأسوياء الأصحاء العقلاء، كمثلك، بل ينجذب إلى (المجذوبين) الحمقى ممن يعانون وجع النقص، ضحايا الوسواس الخناس الذين تعودوا الإصغاء إلى صوت ذواتهم، والنظر في المرآة لمشاهدة وجوههم، والتحدث مع انفسهم كالمخبولين، بل هم مخابيل عقولهم فاسدة، لذلك تجدهم ينفرون من الآخر، ويعمدون إلى تبشيعه وتحقيره ودمغه بالشرور والقبح والظلال. يتقوقعون كالسلحفاة ومثلها يتوهمون حين تتوهم ان العالم لا يتجاوز قوقعتها المحمولة على ظهرها.. والله المستعان.
www.salahsayer.com
@salah_sayer