www.salahsayer.com
@salah_sayerأنشد الشعراء أعذب القصائد في وصف النساء البيضاوات والشقراوات، وبعضهم تغزل بالسمراوات ومنهم الشاعر السعودي الراحل الأمير عبدالله الفيصل في قصيدته الشهيرة (سمراء يا حلم الطفولة) وهكذا يتغزل الشعراء بالمرأة حسب لون بشرتها. غير أن الأخبار العلمية تتحدث عن تمكين الإنسان من تغيير لون بشرته في المقبل من الأيام. فقد طور العلماء أدوية تتمكن من الاحتيال على الجلد فتغير لونه، ليصبح الصيني الأصفر أسود، ويمسي الزنجي الأسود أصفر (!) ومن المتوقع إضافة ألوان أخرى حسب الطلب. الأمر الذي قد يدفع شعراء المستقبل إلى التغزل بامرأة زرقاء أو برتقالية أو أخرى لونها السفلي أخضر والعلوي فوشيا!
***
العلم يتقدم والاختراعات مدهشة. فعندما يكون المطلوب منك إرسال مبلغ من المال أو دفع فاتورة على وجه السرعة، تقوم على الفور باستعمال التطبيق الموجود في هاتفك الذكي والخاص في مصرفك والذي يقوم بالتأكد من بصمة عينك المخزنة في التطبيق حيث يطلب منك أن (ترمش بعينك) أمام الهاتف كي يقوم المصرف بتفعيل العملية المصرفية برمشة عين (!) فبعض الاكتشافات العلمية كأنها جاءت لتحقيق الأقوال المأثورة والعبارات المتداولة والمعروفة. فالناس في مجتمعاتنا العربية يستجيبون للطلب بقولهم (من عيني) كما يستعملون عبارة (رمشة عين) لتأكيد الاستعجال بتنفيذ الطلب وهذا ما يحدث الآن.
***
على العكس من بصمة العين نجد ان بعض الأقوال القديمة قد بددها العلم وقهرها الطب الحديث، ففي الماضي وقبل انتشار الجراحات التجميلية كانت الناس تقول (ما لك إلا خشمك لو كان أعوج) فأصبح بإمكانك تعديل الاعوجاج والالتواء والانتفاخ والانبعاج والانكفاس في أنفك بسهولة، مثلما يمكنك تعديل أسنانك الخربة إلى ابتسامة هوليوود. وأشير إلى مادة جديدة لاستبدال المفاصل البشرية (أقوى من الفولاذ بخمس مرات وتجمع ما بين صلابة المعدن ومرونة المادة الهلامية) أما الشاب الأميركي «اليكس مولن» الفائز بجائزة الذاكرة العالمية لمرتين فإنه مشغول هذه الأيام بابتكار تقنية جديدة تجعل دماغ الإنسان يتذكر أي شيء يريده، وتمكن البشرية من نسيان النسيان.