جميع الذين يلقون شباكهم في مؤتمر الفكر العربي المنعقد في الكويت لن يصطادوا سمكة واحدة، فالفكر العربي بحر ميت لا اسماك فيه، انه كائن رخوي ليس له عظام ينهض عليها، فكلما كبر هذا الكائن الرخوي عاد للتكوم والانكفاء، فلا يستطيع التطاول او النهوض ولا قائمة صلبة في صُلبه.
بالطبع لست ارمي حجارة الكلام على مؤسسة الفكر العربي، بل اقيم سرادق عزاء على هامش المؤتمر واجلد ذاتي حيث لا مخرج من هذه الرخاوة الفكرية السائدة في مجتمعاتنا العربية دون مواجهة الذات وجلدها بسياط الحقيقة، فالذي اضاع مفتاح بيته في شارع مظلم لا يفتش عنه في الشارع المضيء.
«الفكر العربي» عالم منفصل عن «التفكير العربي» فالاول يشبه نسخة فاخرة من كتاب مهداة الى شخص لا يقرأ، هي اقرب للديكور او الزينة او «المؤتمر»، اما التفكير العربي فليس له وصف الا في العالم الافتراضي، ولعل التراجعات المأساوية التي يشهدها هذا التفكير في جميع بقاع العرب شهادة على هذا الغياب، فعمّ يتحدث المتحدثون؟!