عن الأزمة الاقتصادية في فنزويلا كتب الموقع الاخباري FRANCE 24 «ان ملايين الفنزويليين يعانون من أزمات غذائية حادة ويفرون من بلادهم قاصدين بلدان أميركا اللاتينية المجاورة. وهذا الرحيل الجماعي والاضطراري إلى تلك الدول سببه انعدام أدنى مقومات الحياة في هذا البلد الذي ينعم بثروات طبيعية لا يملكها أي بلد آخر، بما فيها السعودية والعراق. كما انه يعد من أكبر مصدري النفط في العالم»! وأضيف ان ما يجري في فنزويلا اليوم مثال حي وصارخ على سوء إدارة الموارد والثروات الطبيعية، وتغليب الجوانب السياسية على الجوانب الاقتصادية.
> > >
توجد في العالم دول (غنية لكنها فقيرة) مثل إيران وفنزويلا وبالمقابل يوجد العكس، فهناك دول (فقيرة لكنها غنية) وأشهرها سنغافورة التي تتمتع باقتصاد غني رغم فقر مواردها الطبيعية. فالثروة التي في جوف الأرض لا تعني حتمية الثراء فوقها. ونحن في الكويت ندرك هذه الحقيقة مذ كنا نرى العراقيين يتسللون إلى بلادنا مشيا على الأقدام فوق رمال الصحراء بحثا عن الرزق المتمثل في فرص العمل رغم النفوط الغزيرة التي تسيل في بلادهم والتي من شأنها أن تجعل كل عراقي بمقدوره ان يحضر إلى الكويت وهو يقود سيارته الفارهة لو قيض للعراق حكم رشيد. غير أن ذلك لم يكن.
> > >
بعض الدول العربية وبسب ضعف اقتصادها تتسلم مساعدات من دول العالم والمنظمات الأممية رغم أن بعضها كانت دولا غنية وتتمتع باقتصاد قوي وعملة جيدة ثم اختلفت أحوالها السياسية (الإدارية) فتقهقر الاقتصاد وطاح حظ عملتها الوطنية بسبب سوء الإدارة وتفشي الفساد وتغليب الجوانب السياسية على الجوانب الاقتصادية. أما الإدارة الجيدة فيمكنها خلق اقتصاديات جيدة دون الحاجة للثروات الطبيعية، فهناك دول يتمتع قادتها بفطنة أخاذة جعلتهم يستثمرون الموقع الجغرافي لبلادهم ويبيعون أشعة الشمس للباحثين عن الدفء. والشمس ليست ملكية خاصة بهم.
salah_sayer@
www.salahsayer.com