يحب الناس أوطانهم ويتمنون سيادة العدل والقانون والشفافية. ولأنهم كذلك هبوا لمساندة ما يسمى بالربيع العربي غير أن الحقيقة البشعة سرعان ما تبينت وأدرك الناس أن المسرحية دبرت في ليل من أجل تمكين (الإسلام السياسي) وإيصاله إلى سدة الحكم في مدائن العرب المنكوبة. وينسب البعض هذا المشروع الخائب إلى قوى مؤثرة على البيت الأبيض في عهد الرئيس أوباما. فاستيقظ الناس العرب من غفوتهم وعادوا إلى رشدهم و(اصحى يا نايم) وساروا بالشوارع والميادين لاستعادة دولتهم السليبة من قبضة الشياطين في عصرهم الذهبي.
***
في هذا المشهد العام ثمة مشهد جانبي (مضحك مبك في آن) وهو المشهد الخليجي حين توهم بعض الخليجيين من هواة الاستيراد ان (الهواء ولمي) والرياح مواتية لتحقيق أوهامهم واستيراد (الثورة المزعومة) فأخرجوا أحقادهم وأمراضهم وساروا في هوى (شلة هيلاري كلينتون) بيد أن وعي الشعوب الخليجية وحكمة القيادات حصنت المنطقة من ذلك الوباء. وبعد رحيل عراب الربيع من البيت الأبيض ودخول الرئيس الأصهب وإشهاره السيف بوجه الإرهاب (الشيعي والسني) جن جنون أعضاء (شلة هيلاري) في المنطقة وملأوا الأسماع بكاء وعويلا.
***
كان بعضهم قد اندفع، تحت تأثير المراهقة الثورية، فسعى إلى دعم حراك الفوضى في شوارعنا الآمنة. وبعضهم تقطعت أنياط قلبه وجفت دموعه وهو يتباكى على الحريات في مصر. والبعض الآخر حاول التفلسف والتلون ولعب الثلاث ورقات. وبعضهم من المغرمين المصدقين لما يقوله الاعلام الأميركي المطبل لعقيدة اوباما. ولأن الزلة تلد اخرى (ما لم يحصن المرء نفسه بالنقد الذاتي) وبعدما تسنم ترامب سدة الحكم اقترب موقف بعض الخليجيين من حملة عضوية (شلة هيلاري) من المواقف المعادية للدول الخليجية وأمسوا كمن يخبط في مرحلة انعدام الوزن.
www.salahsayer.com
salah_sayer@