يتكون كوكب الأرض من ماء وصخور ومعادن ورمل. ولولا وجود الأخير (الرمل) الذي يشكل التربة لما وجدت النباتات على سطح الأرض ولما تمكن الإنسان من الزراعة أو رعي الماشية، وعلى عكس ما كنا نعتقد حين نصف الشيء الرخيص بأنه بسعر التراب، فإن التراب غالي وأغلى أنواعه (تراب الوطن) الذي يذود أهله عن حياضه. كما أن للمشي حافيا على الرمل فوائد صحية لأنه يساعد على تفريغ الشحنات الكهربائية الزائدة من الجسم كما يساعد في تهدئة الأعصاب ويقوي عضلات القدم والساقين.
> > >
قبل تصدير النفط عملت الكويت على تصدير الرمل. ففي مطلع القرن العشرين كانت السفن الكويتية تنقل الرمل (التراب الوطني) من الكويت إلى عبادان بسبب جودة الرمل الكويتي واستجابته الجيدة لصناعة الأسمنت. وفي الماضي كنا نشاهد (الحصاية) ينتشرون في الصحراء يجمعون الحصى لصالح (الكسارات) وبعد سنوات جاء العالم المصري فاروق الباز ليعزز افتراضية وجود نهر عظيم كان يجري من غرب السعودية ويصب في جون الكويت وأشار إلى ان ذلك الحصى ينتمي إلى صخور جبال الحجاز وقد يكون الحصى من مجروفات ذلك النهر.
> > >
خلق الله البشر من الطين، والطين ماء ورمل. والرمل مثل البشر أنواع وألوان. و(الرملة البيضا) في بيروت، وفي تفسير اسم منطقة (جميرا) في دبي يقول الباحث جمال حويرب أن الأصل (قميرا) بسبب انعكاس ضوء القمر على رمالها الناعمة البيضاء. وللرمل استخدامات كثيرة غير الزراعة فهو يدخل في مكونات الأسمنت والطلاء والطوب وصناعة الزجاج والمرشحات. كما يستخدمه المشعوذون في التنجيم والضرب على الرمل. ويبني الحالمون قصورهم من الرمال والأوهام. وفي زمان مضى غنى الناس مع ماهر العطار (افرش منديلك ع الرملة).
www.salahsayer.com
salah_sayer@