قال لي: «كنت تشكك في مقتل جمال خاشقجي وتكذب ما تبثه وسائط الإعلام من اخبار وها هو الخبر قد تأكد بصورة رسمية»! قلت: ذلك أمر طبيعي، يا سيدي، فنحن لا نمارس السحر والنبؤات والكهانة. نحن نقرأ الأحداث ونربط فيما بينها ونفسرها. والحدث هو الذي «وقع وجرى في الواقع» لا في الكلام الجاري على الألسن أو في الشاشات المشبوهة. ولقد استمر خبر الجريمة فترة من الوقت يتأرجح ما بين الاشاعات والأخيلة والإضافات دونما تأكيد من الجهات الرسمية. فماذا يفعل الكاتب هل يدخل في مضامير الإشاعات ويتسابق مع المنجمين وضاربي الودع؟
***
الأمر الآخر يتعلق بالجهات الإعلامية التي كانت تتسابق في بث تلك الأخبار المشؤومة المسمومة عن الجريمة. وبعضها جهات كذوب تمتلك شهادة (آيزو) في الكذب والخداع الإعلامي وكراهية الدول الخليجية، وبعضها الآخر متورط في تضليل الرأي العام الأميركي ويخوض حربا شعواء مفضوحة ضد الرئيس ترامب، وجميعها أسباب تستدعي الحذر والتشكيك في ظل غياب التأكيد من الجهات الرسمية التي بعدما أعلنت الخبر انتهى التشكيك. ليبقى التحليل ومحاولات التفسير، وهذه بدورها سوف تخضع للأهواء السياسية و(شطارة) الإعلام!
***
أما اختلاف التفاسير والشروح واستخلاص النتائج فأمر وارد في رصد الأحداث السياسية. فإذا كان القرآن الكريم ينطوي على سبع قراءات مختلفة. فما بالنا بالقراءة السياسية للأحداث المتسارعة وغير المسبوقة في عالم يتشكل من جديد. خاصة في منطقتنا التي تهب عليها الرياح والعواصف من كل صوب. وأما بخصوص صدق الوسيط الإعلامي الكاذب. فأقول لك.. نعم، يا سيدي، الوسيط الإعلامي الكاذب قد يصدق، رغما عنه أو مصادفة، فحتى (الساعات المعطوبة والمتوقفة تكون على حق مرتين في اليوم)! www.salahsayer.com
salah_sayer@