تترقب دول الشرق الأوسط الزيارة التاريخية للحبر الأعظم البابا فرنسيس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة تلبية لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. كما يتطلع العقلاء في هذا الشرق الحزين إلى مساهمة الزيارة المباركة في تعميق و(تفعيل) الاحترام المتبادل بين الناس وتعزيز السلم الاجتماعي ونشر السلام بين جميع البشر.
ومن يقلب في أوراق تاريخ المنطقة يدرك أن العديد من المجتمعات الخليجية قد عرفت ورحبت، منذ أزمان بعيدة، بالمؤمنين بالأديان الأخرى دونما تعصب أو كراهة، وتعاملت معهم باحترام دون الالتفات إلى معتقداتهم الدينية.
***
وفيما يخص الديانة المسيحية ليس جديدا القول إن الوجود المسيحي في جزيرة العرب قديم في طبيعة الحال.
وأشير إلى الكشوفات الأثرية في المنطقة، خاصة في الجانب الشرقي من الجزيرة العربية، حيث تم العثور في أكثر من دولة خليجية على آثار لعدد من الأديرة والكنائس والصلبان وشواهد القبور التي تعود إلى القرن السابع، وبعضها يعود إلى قبل تلك الفترة مثل كنيسة الجبيل في المملكة العربية السعودية. ويعتقد بعض الباحثين ان الانتشار المسيحي في سواحل الخليج العربي استمر حتى نهاية القرن العاشر الميلادي.
***
من المشاهد الرائعة التي تغسل النفس البشرية وتطهرها من أخبار التعصب والنزاعات الدينية مشهد أرقبه كل يوم جمعة في دبي.
فبعد خروج المسلمين بمختلف جنسياتهم من المسجد بعد صلاة الجمعة أعبر ساحة الكنائس والمعابد حيث المؤمنين (بمختلف جنسياتهم) يخرجون من الكنائس المسيحية المتعددة وكذلك من المعبد السيخي (جورو ناناك دربار) ففي المعبد التابع لديانتك انت وحدك مع الله.
أما خارج المعبد فأنت مع الله ومع أخيك الإنسان.
فالشكر الجزيل لدولة الإمارات العربية المتحدة التي صنعت هذا المشهد الإنساني النبيل والنادر على سطح كوكب الأرض.
www.salahsayer.com
@salah_sayer