مع التغيرات المناخية التي شهدتها الجزيرة العربية قبل آلاف السنوات واتساع رقعة التصحر شعر الإنسان بحاجته إلى وسيلة نقل مناسبة للطبيعة الصحراوية الجديدة. فالدواب المتوافرة ليس بمقدورها عبور الرمال أو الصبر على الظمأ أو حمل المتاع الثقيل، كما أنها بطيئة ولا تصلح للحروب. فلم يجد حوله سوى الإبل المتوحشة التي كان يصطادها في الصحراء بغرض الأكل.
وقد وجد المنقبون في جنوب شرق ابوظبي في بقايا قفص صدري لجمل متحجر رأس رمح مصنوع من حجر الصوان. وذلك اكتشاف ربما يوضح آلية صيد الجمال المتوحشة قبل استئناسها.
****
على عكس الماعز التي استؤنست 8000 ق.م أو الأبقار 5000 ق.م فقد تم استئناس الجمل العربي (سنام واحد) في فترة حديثة نسبيا يقدرها بعض الباحثين في حدود ٣000 سنة قبل الميلاد.
كما يعتقد بعض العلماء ان الابل وحيدة السنام كانت في الأصل ذات سنامين قبل ان تتحول لمواكبة التحولات المناخية من اجل استمرار العيش في الطقس الحار ومقاومة الجفاف ولحاجتها لخزن الماء في الجسم. ذلك ان السنام الواحد يشكل (مساحة اقل) توفر في عملية التعرق وتبخر الماء فتساعد على حفظ الماء داخل الجسم.
***
شخصيا عرفت الإبل عن قرب وعايشتها وقرأت عنها، وأدركت ان الجمال تتمتع بذكاء لافت وأنها كائنات فريدة، تصلح للنقل والتنقل والحروب والزراعة وجلب الماء من الآبار. يأكل الإنسان لحومها ويشرب حليبها ويستعمل وبرها. كائنات مطيعة يقودها الشاب والمسنّ والطفل والمرأة.
تحدث عنها القرآن الكريم وتغزل بها الشعراء ورافقها الفرسان القدماء. سلالاتها عديدة وكذلك ألوانها وطرائق سيرها. وكانت من العوامل الرئيسية المهمة التي أسهمت في نجاح الفتوحات العربية.
www.salahsayer.com
salah_sayer@