أعترف بجهلي وقصور معرفتي وقلة متابعتي لما يدور في هذه الدنيا الجديدة المتمثلة في عالم السوشيال ميديا.
كما أقر وأنا في كامل أهليتي بأنني في كثير من الأحيان أصاب بالإحباط والصدمة الحضارية (!) عندما يتحدث الآخرون عن المشاهير (المجاهيل) بالنسبة لي من الذين لم أحصل على شرف معرفة أسمائهم من قبل.
ومن المؤكد أن سبب جهلي الواضح الفاضح عدم متابعتي لهؤلاء المشاهير جدا، وذلك لانعدام وجود سبب وحيد، يتيم، لمتابعتهم ومعرفة ما ينشرون.
غير أني أدرك أن عالم السوشيال ميديا ليس حكرا على أمثالي من المعقدين أو (الشياب) كما أدرك أن (الناس فيما يعشقون مذاهب) و(كل في عقله راضي).
***
الشبكة العنكبوتية ليست ناديا خاصا ولا توفر أبراجا عاجية. إنها عالم مشرع البوابات والنوافد لجميع الأعمار والأجناس والأهواء والآراء والاهتمامات.
ففي تويتر قد يقوم رئيس الولايات المتحدة الأميركية بنشر تغريدة تشعل حربا، وفي الوقت ذاته قد تنشر (فاشينستا) صورة لفستانها الثمين أو كعكة عيد ميلادها. وليس من حق احد أن يضع وصفا للتغريدة المثالية.
فلكل عالم ناسه وجلاسه، غير أن البعض يتوهمون امتلاك الحقيقة فينصبون من أنفسهم قضاة على العالمين حين يقومون بتحديد ما ينبغي ان يغرد به الناس فهذه المشاركة جيدة وتلك التغريدة سيئة ما كان ينبغي نشرها!
***
آخر ما صدفته من هذه الأحكام (القراقوشية) والتي تعبر عن انتشار حمى الانتقاد لدى الناس، تغريدة نشرتها في السوشيال ميديا امرأة غاضبة تنتقد (الفاشينستات) اللواتي يضعن صورا لمجوهراتهن الثمينة وسياراتهن الفخيمة بحجة أن الصور تجرح مشاعر المحتاجين (!) وفات تلك المرأة الغضوب أن تويتر عالم حر، متعدد، ولا يحق لأي كان أن يحدد للآخرين تغريداتهم.
وإذا كان المشاهير يوصفون بالحمقى فماذا عسانا ان نصف من يتابعهم؟! أما المحتاج (الحساس والمجروح) فيتوجب عليه أن يتابع متابعة حوائجه عوضا عن متابعة أخبار الفاشينستات.
www.salahsayer.com
@salah_sayer