غنت فيروز (طيري يا طيارة طيري يا ورق وخيطان) وقت كانت الطـائرات الـــورقية المربوطة بالخيوط لعبـــة الأطفال قبل ان تـــتحول الى لعبة الكبار ممـــثلة بالطائرات (المربوطة) بأجهزة التحكم عن بعد والمعروفة بالدرون drone والتي كانت في بدايتها نوعا من الألعاب الميكانيكية للهواة، فأصبحت تحمل الكاميرات والأجهزة، وتستخدم لأغراض التصوير والمراقبة، وبمرور الوقت كبرت (الطائرة الدمية) وأضحى بمقدورها حمل القنبلات وأدوات القتال، كما أمست تقوم بمهام الرصد الجوي والتجسس والاستطلاع والمشاركة بإطفاء الحرائق والحروب الالكترونية.
***
في عام 2015 عرضت شاشات السينما في العالم فيلما بريطانيا حمل اسم (عين في السماء) eye in the sky من تمثيل البريطانية «هيلين ميرين» التي لعبت دور ضابط برتبة عقيد في استخبارات الجيش البريطاني وكانت مسؤولة عن تنفيذ عملية عسكرية سرية في كينيا بواسطة طائرة مسيرة يقودها (أو يتحكم بها) طيار في قاعدة أميركية، وفجأة تتـحول المهمة من مراقبة ارهابييــن إلـــى قتلهم حيث يصدف وجـــود طفلة صغيرة في مــرمى الصاروخ! والفيلم يـعــرض الآثـار الأخلاقية والسيـــاسية والقانونية للحروب الحديثة المتمثلة بهذه الطائرات القاتلة، كتلك التي تطلقها الميليشيات الحوثية باتجاه المدنيين الأبرياء في السعودية.
***
تتزايد الطائرات المجرمة في سمواتنا هذه الأيام.
وليس ذلك بالغريب على جزيرتنا العربية التي تعرضت سواحلها وصحاريها وجبالها ووديانها وسهولها وبحارها الى هجمات الطامعين من مختلف الأمم ومنذ الأزمنة البعيدة.
ومثلما يبدو فإن ذلك قدرنا الجميل الذي نكلل به جباهنا كلما قرأنا التاريخ. انه قدرنا النبيل على هذه الأرض المباركة.
فنحن عشاقها، خدامها، حراثها، زراعها، وحراسها المدافعون عن حياضها حيثما كنا، وفي أي بقعة من بقاع الجزيرة العربية، باقون ولو هطلت السماء امطارا من طائرات الدرون.
والله أكبر فوق كيد المعتدي.
www.salahsayer.com
salah_sayer@