إنه المشهد الانتخابي الخريفي المتقارب ما بين انتخابات مجلس الأمة الكويتي في العاصمة الكويتية، وانتخابات الرئاسة الأميركية في العاصمة واشنطن، فمن بين ركام ضحايا «كوفيد-19»، قامت الأصوات الشعبية تشحذ هممها للتصويت على الانتخابات الرئيسية الأميركية، وتقارب المشهد مع ما تخوضه الكويت في انتخابات مجلس الأمة 2020 بجو من الديموقراطية الشعبية، هكذا يريد المواطن الكويتي أن تكون عليه الانتخابات لاسيما بعد غلق باب الترشح، وشطب أسماء لوجوه نيابية، كانت حاضرة في المجلس الماضي وغيرها من الأسماء التي سعت لتنال كرسيا تحت قبة عبدالله السالم، لكن القضاء الكويتي النزيه كان ومازال دائما سباقا في قول كلمته الفصل بالإعلان عن قائمة شطب لمرشحين يراهم متورطين قانونيا، مع كفالة الحق للمشطوبين بالطعن الذي كفله الدستور لدرجات أحكام القضاء الثلاثة، لذلك كان الشطب شاهدا على غربلة القضاء لأسماء بعض النواب لتورطهم في قضايا تمس المصلحة الوطنية والمواطن بشكل مباشر.
أيها المواطن الكويتي.. ومن العبرة أن نتعظ.. كيف ستنتخب ممثليك في 2020؟، المشكلة الكبيرة ستتضح لو أعيد انتخاب الوجوه ذاتها، إذا المعضلة ليست في النواب العائدين بل بالمواطنين المنتخبين وعدد الأصوات، وعلى غرار الانتخابات الأميركية التي كنا ننتظر نتائجها خلال كتابة هذا المقال، رأينا من خلال متابعة النتائج الأولوية للولايات المختلفة كيف أفرزت الأصوات رغبة المواطن الأميركي في محاسبة الرئيس دونالد ترامب، وظهر ذلك في تراجع التصويت على رئاسة جديدة له.
وهكذا.. يتفق رعاة التغيير في الكويت مع رعاة الديموقراطية الأميركية، على ضرورة محاسبة من تسبب في انهيار الاقتصاد الوطني، ومن لم يكن مستعدا للطارئ من الأزمات في القطاع الصحي والتعليمي وغيره الكثير وأثرهما الكبير على المجتمع، ناهيك عمن يخلق الأزمات للمواطن، فلا رعاية سكنية ولا مستقبل اقتصادي للأجيال القادمة ولا صحة ولا تعليم ولا سكن.
فمثلا.. هناك من نادى بالدين العام، وعلل فراغ خزينة صندوق الأجيال القادمة بالإنفاق على الجائحة، وهناك في واشنطن من اقترض لمواجهة تحديات كورونا، التي حصدت ملايين من الأميركيين خلال 6 أشهر إلى الآن.
وما أشبه انتخابات مجلس أمة 2020 بانتخابات رئاسة الولايات المتحدة الأميركية لهذا العام، لذا علينا أن نضع مصلحة الوطن والمواطن أمام أعيننا، وأن نلتفت إلى أن الأيدي التي امتدت إلى قوت المواطن لا يجب أن تعود لتمثلنا، فهل سنسقي رؤيتنا السياسية لاختيار المجلس القادم من منهجية الرؤية الأميركية في صناديق الاقتراع لاختيار رئيسها الجديد.. أم سنبقى على حطام سفينة الديموقراطية الكويتية؟، وبين واشنطن والكويت صناديق الاقتراع.
كلمة: اللهم اغفر لعبدك سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، واجعل الجنة مثواه وبارك في خلفه صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي عهده الشيخ مشعل الأحمد، وأسبغ عليهما الصحة والتوفيق والبطانة الصالحة.. آمين.
[email protected]