فقدت مملكة البحرين قائد العمل الوزاري الأطول عهدا بحرينيا ودوليا، والأكثر إنسانية وحنكة وروية ورشدا سياسيا، صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، الذي عرفه البحرينيون أبا وراية إنسانية نابضة بالتسامح، حانية القلب الأبوي الذي حملها الراحل بين أضلعه للبحرين وللشعب البحريني الشقيق، وبمزيد من الحزن والأسى ننعى الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله.
لقد أرسى الفقيد الراحل قواعد التنمية الاقتصادية والبشرية، وساهم في تشكيل الوجه الحضاري لمملكة البحرين منذ استقلال البحرين عام 1970، وفي 21 أكتوبر 2009 مُنح الراحل لقب صاحب السمو الملكي الأمير من قبل جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وذلك لما ناله الأمير الراحل من أوسمة وتكريمات دولية وبحرينية في العمل السياسي والإنساني التنموي، في جميع المجالات السياسية والتنموية البحرينية.
وبما يقارب الأربعين عاما قضاها الأمير الراحل خليفة بن سلمان آل خليفة في منصب رئيس حكومة البحرين، قبل أن يصبح للملك سلطة تعيين الوزراء في مملكة البحرين، واضعا بصمته في تأسيس اللبنات الأولى لدولة البحرين الحديثة، ومقوم المنعطفات السياسية الحرجة في حياة الشقيقة البحرين.
وعن العلاقات البحرينية - الكويتية فقد كان محبا للكويت، إذ قال رحمة الله عليه.. «إن علاقات المحبة والأخوة التاريخية بين البحرين والكويت راسخة وأعمق من أن تصفها الكلمات، وأن للكويت وقيادتها وشعبها موقعا عزيزا في النفس والروح».
وما أشبه قادتنا ببعضهم في الخلق والسياسة والتسامح والإنسانية والحنكة السياسية، فقد استطاعت البحرين أن تقاوم موجات التأثر بعواصف الفتنة، وذلك كله بفضل حنكة قادتها وجمع الصف الوطني وإعادة الاستقرار بين أهله، ونأمل أن تعود المياه لمجاريها الخيرة النابتة بأشجار الوحدة الخليجية الوافرة، وعودة الوحدة الخليجية إلى سابق عهدها، لاسيما أن الراحل من المؤسسين الأوائل في دول مجلس التعاون الخليجي.
لم تفقد البحرين فقط الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، بل فقده الخليجيون قامة سياسية كبيرة مؤسسة وفاعلة، وأحد صناع المستقبل البحريني الساطع في سماء التنمية والتطور والازدهار ومؤسسي البحرين الحديثة.. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.
- كلمة: اللهم ارحم عبادك السلطان قابوس بن سعيد، وصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة. واجعلهم في جنات النعيم.
- كلمة أخيرة: كفى بالموت واعظا فهل من مدكر.
[email protected]