يحتفل الشعب الكويتي الأبي المعطاء بمرور ستين عاما على الاستقلال الكبير للكويت، وثلاثين عاما على تحرير الوطن من براثن الغزو العراقي الغاشم عام 1991. مناسبتان عظيمتان في تاريخ الإنسان الكويتي والأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي.
لذلك، عندما نستذكر معا تأسيس الدولة الحديثة على أرض الكويت الحبيبة منذ بداية الستينيات وإلى الآن، نستذكر معها تاريخ اللحمة الوطنية والحرص على مستقبل الأجيال وحفظ المقدرات والنعم التي منّ بها الله علينا، وصانها ضمير ودستور الآباء والأجداد في الولاء للوطن وإعلاء شأنه، وانني لأستذكر في عيدنا الوطني المجيد مكانة مواقف أمراء الكويت الإنسانية والسياسية، لأستذكر آخرها الرصيد الكبير والعظيم من تاريخ سمو أمير الإنسانية الراحل الشيخ صباح الأحمد، ودوره في إعلاء شأن الكويت عربيا ودوليا.
ولذلك مع دخول العهد الجديد الميمون لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الأمين سمو الشيخ مشعل الأحمد، حفظهما الله ورعاهما، كان وسيظل حكم سلالة الأسرة الحاكمة نموذجا يحتذي في الحكمة والحنكة السياسية والقيادة الرشيدة، خليجيا وعربيا ودوليا.
وبدوري أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات من مقام صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد بمناسبة العيد الوطني وعيد التحرير، ونسأل الله تعالى أن يعينهما ويسددهما بالبطانة الصالحة لمستقبل كويتي أفضل.
إن الكويت تعي تماما ما يحدث في العالم من متغيرات على جميع الأصعدة، لذا مازالت الإشادات الدولية تتوالى وتتعالى بجهود وحرص حكومة الكويت على مكافحة وباء كورونا «التحدي الوبائي العالمي»، حرصت الكويت على تطبيق الاشتراطات العالمية وتوفير اللقاحات لحماية المجتمع من الخسائر البشرية الفادحة، وتواكب الكويت العالم المتقدم في كل خطواتها، كما تحرص دولتنا على توحيد الصف الوطني لصون الوطن من التشرذمات الإقليمية، والتي أفرزتها حرب الخليج الأولى والثانية.
لقد كانت حرب تحرير الكويت من براثن الغزو العراقي الغاشم، أحد معارك الدفاع عن الأرض والعرض وثورة الأحرار من قبل ثلة من المؤمنين الوطنيين المخلصين الذين وهبوا أرواحهم واستشهدوا في سبيل الوطن، وبذلوا الغالي والنفيس، فكان الرد «لن ولم نترك رفات أبنائنا في أرض العراق ولن نتركه، ومازالت الدولة تبحث عن رفات الأسرى والمفقودين إلى الآن بالتنسيق مع الدولة العراقية الحالية».
وإننا لنستذكر في أعيادنا الوطنية المرأة الكويتية الأخت والأم والزوجة التي ضربت أروع الأمثال في الدفاع عن وطنها والاستشهاد من أجله وكثيرين من الشباب رحمهم الله، لا يسعنا ذكر أسماء الجميع في هذا المقال.. الرحمة والخلود لأرواحهم ودمائهم، ولاسيما الجهود الشعبية والنخب الكويتية في إعادة بناء الدولة عام 1991، إن هذه المواقف التاريخية عبرة وعظة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الكويت وبمستقبل الكويت وتبقى الكويت حرة أبية.. ودامت أعيادك يا وطن.
[email protected]