وحدث ما كنت أتوقعه بعد الجهود التي مازالت تقوم بها وزارة الصحة ووزارة التربية مدعومة بجهود وزارة الداخلية، وكلما تصفحت الصحافة المحلية للاطلاع على أخبار قرارات وزارة التربية حول إجراء امتحانات الثانوية العامة لعام 2020/ 2021، قرأت معه ردود أفعال من حولي، آراء لأولياء الأمور وآراء من أبنائنا الطلبة من المقربين والجيران وغيرهم، موجة غضب وعدم رضا ومسوغات وزارية غير مرضية للشارع الكويتي، حول آلية اختبارات الثانوية العامة، ومما يقلق الكثيرين حول ما تنشره مواقع الوزارات الرسمية المختصة والمواقع الإخبارية، لتصبح آلية اختبارات الثانوية العامة القادمة حديث الساعة.
قال لي أحد الجيران.. شنو رأيك يا بوسلطان بقرار وزارة التربية وتأييد وزارة الصحة بإجراءات الاختبارات الورقية؟ حينها نظرت إليه وجمعت بنات أفكاري لأرفض كمواطن وكولي أمر لطلبة وطالبات في المرحلة الثانوية ما قد لا تتداركه نتائج الجهود التي أفرزت عن قرب للجميع في التباين الواضح من خلال التقرير الذي نشر عن العينة العشوائية التي تشمل 30 مدرسة من أصل 306 طبقت عليها الجهوزية الكاملة بالنسبة للتدريب الفعلي للطاقم الإداري والتدريسي ولفئات أولياء الأمور أيضا، بالتعاون مع وزارة الداخلية وإدارة الدفاع المدني مشكورين.
إلا أن الجهوزية لم تشمل بالمعنى الصريح الباقيات من المدارس وبالتصنيف البسيط مدرسة جاهزة والأخرى غير جاهزة في نفس المنطقة التعليمية.. كما وردني من بعض المقربين، مما أثار امتعاض كثير من أولياء الأمور عندما تناولوا الخبر المنشور بتحليل منطقي بسيط.. ومما يدعوني للحديث عن هذا الجانب الكم الكبير من المدارس في مناطق الكويت، والتي إلى الآن لم تتمتع بالجهوزية الكاملة لاستقبال طلبة الثانوية العامة علما بأن وزارة الصحة في تقريرها دونت الملاحظات التي تصب في صالح سلامة أبنائنا والطاقم التعليمي، والموعد أقصاه السبت القادم.
ولابد من الإشارة إلى قرار فتح المجال الجوي أمام عودة المعلمين العالقين، والتي تتفشى في بلدانهم الجائحة بشكل كبير وبأعداد مهولة، بالإضافة إلى أن هذه الفئة من الطواقم التعليمية العربية والتي تأتينا من الخارج تتنشر بها السلالات الكورونية المتحورة مما قد يؤثر على صحة أبنائنا ويؤدي إلى انتشار العدوى في المجتمع.. وكيف نثق بهم بعد تبدد الثقة الشعبية في الشارع الكويتي بشهادات مزورة من برنامج الفحوصات التي ترفق مع العالقين القادمين وكانت هناك سابقة لهذا، وأثبتت الحكومة حينها بالجرم المشهود تلاعب الجهات في البلد الأم بنتائج فحوصات «pcr» ووجود حالات عدوى متفشية.
وكنت في مارس الماضي قد كتبت مقالا بعنوان «مستقبلهم في ملعبكم يا وزارة الصحة» وقصدت أبناءنا الطلبة في ذات الموضوع «آلية الاختبارات»، فلماذا تقف وزارة الصحة اليوم أمام منعطف خطير بجهوزية متواضعة بعد شح التطعيمات، وقد يضطرنا رجوع هؤلاء المعلمين العالقين إلى الكويت للعودة إلى المربع الأول بتفشي سلالة جديدة تأتي تؤثر سلبا على صحة أبنائنا، وهل تعترف وزارة التربية بقرارها بأن الامتحانات التحريرية تأكيد على فشل نظام التعليم عن بعد في الكويت؟!
وأعيد السؤال بطريقة أخرى نقلا عن مقالي السابق، هل سيتم تطعيم طلبة الثانوية العامة إجباريا على الرغم من عدم موافقة كثير من أولياء الأمور سواء لعوارض صحية أو أمراض مزمنة لدى الطالب، أو لعدم الاقتناع بكون اللقاح مازال تجريبيا، كل هذا في ظل مواجهة مباشرة مع الصف الأول من المعلمين العائدين من بلاد الوباء المتحور، وهل ستنتهي وزارة التربية من إعداد ما يزيد على 300 مدرسة بالمعقمات والأجهزة الحرارية قبل موعد امتحانات الثانوية العامة، لتضمن بذلك سلامة المتقدمين للثانوية العامة؟.. وأتساءل لماذا لا تقوم وزارة التربية ووزارة الصحة مشكورين بعمل استفتاءات حول القرار مادام الأمر أصبح مصيريا برجوع العالقين لتسأل أبناءنا وأولياء أمورهم عن «سلامتهم أو مستقبلهم المشروط».
[email protected]