ما زالت جهود الدولة مشكورة في معالجة الآثار والخسائر البشرية والمادية بعد ضرب جائحة كورونا (كوفيد-19) منذ عام 2020 البلاد، وتكبدت الدولة الميزانيات الضخمة لمحاربة الجائحة سواء على مستوى النظام الصحي أو التربوي أو الاقتصادي، ما أدى إلى هبوط مؤشر ارتفاع الاقتصاد الكويتي وتعطيل التنمية لما كان له الأثر في خسارة الكثير من المواطنين مشاريعهم التجارية والتنموية في البلاد.
وفي مقالات سابقة، تحدثت في مفاصل تلك الآثار، بل واستضفت بشأن ذلك الملف المصيري على حياة المواطن وأمنه القومي مجموعة من النخب من الشخصيات الفاعلة من خلال برنامجي «قضايا وأبعاد» والذي يعرض على الشبكة الإلكترونية، وكنت خطوة بخطوة مع برنامج التعليم «عن بُعد»، إلا أنني لا أعلم.. لماذا ما زالت وزارة التربية مصممة على أن يقوم الطلبة والطالبات في 30 من مايو بإجراء الاختبارات الورقية على الرغم من علمي بشكل خاص عدم جاهزية الكثير من المدارس، وأن السجال ما زال قائما ما بين إدارات المدارس حول الجاهزية التامة من عدمها، لذلك أدعو سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد إلى النظر في هذا الموضوع مرة أخرى، فصحة أبنائنا ليست بثمن بخس للتضحية بها لأجل إثبات وجهات النظر بين المستشارين التربويين وفرضها، وللأسف لم تلتفت وزارة التربية ولا وزارة الصحة الى تخوف الآباء على أبنائهم وتوجسهم ما بعد القرار برفع الحظر وخطورة انتقال العدوى وانتشارها، وأشك أن تدرك وزارة التربية ما هو رأي الطلبة أنفسهم في هذه القرارات المكوكية التي لا تتناسب والواقع الملموس.. ليكون آخر ما يستجد من رؤية تربوية التعليم المدمج العام المقبل.
ويعود بنا المشهد إلى ما بعد رفع الحظر، لما هو أخطر مع ارتفاع دعوات منظمة الصحة العالمية بأن الوباء سيكون في العام الثاني أشد فتكا، فأين الدولة مما شهدته الكويت من تجمعات بشرية ضخمة وكبيرة على الواجهات البحرية، والمطاعم التجارية، مع ملاحظتي لكثير ممن لا يلتزم بلبس الكمام والاشتراطات الصحية، ولا أدري خطة تطعيم العمالة إلى أين وصلت؟
وأتخوف من عودة الكويت لا قدر الله إلى المربع الأول وإعادة برنامج الحكومة لفرض الحظر مرة أخرى، ومن ثم عودة إلى المظاهر السلبية وآثارها على المواطن والمقيم جراء تطبيق القرارات بشكل منقوص ومن ثم ضياع الجهود المبذولة، خصوصا بعد القرارات الحكومية برفع الحظر عن المسافرين واستعداد مطار الكويت لاستقبال القادمين بشكل تدريجي ودخول الوافدين أو المواطنين من دول موبوءة ويتمحور بها الفيروس بشكل سريع جدا.
لا شك أن الجائحة أفرزت وبشكل سريع ومفاجئ ضغوطا على الحكومة الكويتية، وكانت الأيادي بيضاء وما زالت تعمل ليل نهار، إلا أن هناك بعض القرارات يجب إعادة النظر فيها قبل فوات الأوان، ومنها الامتحانات الورقية ومدى خطورة انتشار العدوى على الطلبة وأسرهم، وبكيفية تطبيق الاشتراطات الصحية لعدم العودة الى المربع الأول، وبالقرارات الخاصة بعودة القادمين إلى الكويت، وبقرارات الحجر المؤسسي وغيرها، حتى لا يكون ما بعد الحظر.. أخطر!
[email protected]