عاد أبناؤنا إلى مقاعد الدراسة بعد عام وأكثر من التواصل التربوي والمعرفي عبر وسائل التواصل التكنولوجي وتطبيق خطة التعليم عن بعد التي قامت وزارة التربية بها منذ العام ما قبل الماضي باعتمادها آلية تعليمية في ظل الجائحة كوفيد-19، تلك التجربة التي لاقت استحسانا من البعض، وتذمرا وحكما بالفشل من البعض الآخر سواء من قبل أولياء الأمور أو من قبل التربويين والمتابعين للشأن التربوي.
لم أتوان في طرح عدة ملاحظات سطرت مجملها بمقالات سابقة حول العودة للمدارس وجاهزية مدارسنا من عدمها، وعرجت في المقالات على ما قد يحدث جراء القرارات الصادرة.
ورأيت أن أعنون المقالة بأبرز مفردة فيه ألا وهي «طائلة»، وذلك لأن ما يشهده المجتمع الكويتي من انقسام حول الإجراءات الصحية والإجراءات التربوية لتمرير العام الدراسي 2021-2022 يلزم جميع الطلبة في الدولة بالرجوع إلى مقاعد الدراسة.
أجد الفكرة ليست بالشيء السلبي مادامت الإجراءات تصب في المصلحة الذهنية والجسدية لأبنائنا ورفع مستواهم بالتحصيل العلمي بعد الانقطاع الاضطراري عن الحضور المدرسي.
وكان أول ما شهدته الكويت ليلة الرجوع إلى مقاعد الدراسة الازدحام المروري الذي تركز في المناطق حول المختبرات الطبية ليكون الطالب تحت طائلة فحص (pcr) لغير المطعمين كل سبت قبل دوام الأحد، ليصبح دوام المدرسة الأسبوعي النظامي لكثير من أولياء الأمور فقط للحصول على شهادات pcr، بخلاف أن تكون ليلة الأحد تحضيرا للغد المدرسي.
ناهيك عن التكاليف المادية فربما يكون لولي الأمر 4 أو5 أبناء في المدارس، ولا ننسى الضرر النفسي للطالب جراء المسحة الأسبوعية.
ومن الإجراءات الصحية التي نتساءل عنها«التطعيم».. هل طبقت على جميع العاملين في المدارس من سائقي الباصات وغيرهم من عاملات التنظيف؟
وماذا عن أصوات الكوادر التربوية التي سمعناها عبر أثير إعلامنا الكويتي؟
المعلمات قمن بتنظيف الفصول الدراسية، لا وأزيدكم هناك من تضررن صحيا ودخلن إلى المستشفيات.
بعد الإجراءات التربوية وتقسيم اليوم الدراسي/ الوقت والحصة، وحصر الطلبة في الفصول حتى في وقت الفرصة التي قدرت بربع ساعة من الزمن، هل يستطيع الطالب أو الطالبة قضاء الحاجة وتناول الطعام في ربع ساعة، وهل سيكون للطلاب الرغبة في الحضور المدرسي تحت طائلة هذه الإجراءات التربوية المغلظة؟
أستمر في تسليط الضوء على الإجراءات التربوية ومنها تقسيم الطلبة إلى مجموعتين الأولى 3 أيام في الأسبوع والثانية يومان والعكس يمرر على الأسابيع التي تليها، هنا أتساءل.. ما وضع الطالب في اليوم الذي سيكون خارج حضور المجموعة هل يعتبر يوم راحة؟
ولماذا لم تقم الوزارة بأسبوع تثقيفي للطلبة قبل بداية العام الدراسي؟
من الضروري أن نعترف بأن لكل نظام تعليمي سلبياته وإيجابياته، لذا أطلب تقييم الوضع من قبل المعنيين لاسيما أصوات الكوادر التعليمية التي ترفض أغلب الإجراءات التربوية جملة وتفصيلا، ولنعترف بأن جاهزية أغلب المدارس متواضعة، وأن الإجراءات تنفر الطلبة من التعليم ولا ترغبهم فيه، حيث إن «طلبتنا تحت طائلة الإجراءات الصحية والتربوية».
[email protected]