بمناسبة العيد السعيد أقول الحمد لله الذي بلغنا رمضان، وختم لنا الشهر الفضيل بالخير واليمن والبركات، وبدوري أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لقيادتنا الحكيمة الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، حفظهما الله ورعاهما، ولرئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح والشعب الكويتي كل التبريكات والتهاني بعيد الفطر السعيد أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات.
توالت علينا الرسائل الإلكترونية من البرامج والتطبيقات بأجمل البوستات المصورة، وأنقى الكلمات المكتوبة والممزوجة بالتهاني من الأهل والأصدقاء والزملاء، وكالعادة فرحتنا كانت وما زالت بملتقانا بعد الصلاة حين نتوجه للتهنئة إلى الديوانية، ندخلها كما الجميع للسلام والتحية وتقديم التهاني بحلول عيد الفطر السعيد، وفي الحقيقة أرجعنا اليوم الأول من عيد الفطر المبارك، لحياة الوالدة، رحمها الله، والجمعة العائلية مع من مضوا من الأقربين، رحمهم الله وغفر لهم وأسكنهم المولى عز وجل فسيح جناته، فهم باقون في قلوبنا وعقولنا وأماكنهم خالية لكنهم يعيشون في الذاكرة، لذلك فالأعياد تعيدنا إلى مراتعنا وزمننا الماضي فنبتسم رغم الفراق والحنين على ما فات.
وإن في الأعياد بالكويت عادات كويتية أصيلة، قلما يعمل بها الشباب الصاعد ومنها زيارة الأهل من القريب أو البعيد، كما أن أغلب العائلات الكويتية بشبابها وبناتها يكونون في سفر للخارج، ما قد يشعر البعض بأن العيد ليس له بهجة أو فرحة حقيقية فتقتصر التهاني والتبريكات عن بعد من الوجهات السياحية، فإن التلاقي مع من نحب هو أصل العيد والشراكة بفرحة المناسبة الفضيلة بعد شهر من الصوم والعبادة هو البهجة الحقيقية في بلد الخير والعطاء.
لقد أنعم الله علينا وبارك لنا فيما أعطانا، فلماذا لا نعيد ونعيد ونعيد لطالما نحن في نعمة تحوطنا هي نعمة الأمن والأمان حفظ الله الكويت من كل شر ومكروه، وإن التفافنا حول بعضنا بالتواصل والتلاحم والود والاتفاق على أن الكويت أمانتنا هو عيدنا، وان البدء بالعمل على تفادي أخطائنا والنصح حول أخطاء الغير التي ندفع ثمنها من مستقبل أجيالنا القادم هو عيدنا، وأن العمل بأخلاق ديننا بالتقوى هو عيدنا، كما أن عيدنا وبهجته يكمنان في السلام والطمأنينة والصدقة ودفع الزكاة للمحتاجين والفقراء وفك قيد الغارمين، وكانت هناك لفتة إنسانية أطلقتها وزيرة الشؤون م.مي البغلي مع وزارة الإعلام تحت عنوان «فزعتكم فرحة لهم» لسداد ديون الغارمين انطلقت على مدى الأسبوع الأخير من رمضان واستمرت حتى منتصف ليل الخميس ليلة عيد الفطر السعيد.
هذا ولله الحمد يؤكد أن الكويت دولة الخير والعطاء، وهذا جزء بسيط يجعلنا نعيش الغبطة لما نراه من أيادي الخير والعطاء مجتمع مترابط يحصن نفسه بأخلاق الدين والعروبة أنها كلها على أرض العطاء الكويت. ولا ننسى العيد وأهميته في الفن الكويتي وأجمل ما غُني للعيد «العيد هل هلاله وكل الفرح يهنالنه».. وعساكم من عواده.
[email protected]