تمر علينا الذكرى الـ 60 لانضمام الكويت إلى الأمم المتحدة، ففي مايو من العام 1963 انضمت الكويت إلى الأمم المتحدة، دولة عربية خليجية مستقلة، وعلى مدى ستة عقود حافظت الكويت على المواثيق الدولية التي تقرها الأمم المتحدة والشرعية الدولية التزاما ونهجا.
وفي السياسة الخارجية تميزت الكويت بتثبيت دعائم حضورها ومركزها الأممي بالارتكاز على المرتكزات الأممية، ومنها السلام والسلم الدوليين والتنمية المستدامة، والأهم أن الكويت كانت وما زالت تساند الأمم المتحدة بحق تقرير المصير للشعوب المحتلة والمغتصبة، وكان المغفور له سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، قد ألقى كلمته على منبر الأمم المتحدة عام 1963، وكان آنذاك وزيرا للخارجية، وهو الذي رفع علم الكويت خفاقا في الأمم المتحدة بعد قبول المنظمة الدولية العضوية الأممية للكويت، وخلال ستة عقود استطاعت الكويت أن تحافظ على نهجها وسارت بالشرعية الأممية من خلال الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق المشروعة والمستحقة، فكان تكريمها لزاما باعتبارها مركزا للعمل الإنساني على ما قدمته من عطاءات إنسانية لخدمة الشعوب حول العالم.
ولا بد من أن نتذكر دائما أن المغفور له سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، راسم سياسة الكويت الخارجية، فكان لسموه الفضل الكبير في أن تتبوأ الكويت مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن من عام 2017 إلى عام 2019، واستحقاقا لجهوده وسياسته، رحمه الله، فقد كرمته الأمم المتحدة عام 2014 متقلدا وسام قائد الإنسانية، وذلك امتنانا للجهود الإنسانية الكويتية في كل حدب وصوب.
وتطالب الكويت اليوم بالتمثيل العربي الدائم في الأمم المتحدة، وقد أقامت الكويت حفلا في الجمعية العامة بالمناسبة وبثت رسالة متلفزة تحدث فيها وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله أمام الحشود من كبار الشخصيات، يؤكد فيها حرص الكويت على تعزيز الشراكة والتعاون مع الأمم المتحدة، وأن دول العالم يمكنها الاعتماد على الكويت كشريك موثوق به داعم للسلام وصوت للعقل والاعتدال، وهذا هو النهج الكويتي في سياسته الخارجية، والنهج الدائم للحضور الكويتي في المحافل والمنظمات الدولية الخليجية والعربية والدولية.
وأبرزها وآخرها.. التأكيد على الثوابت والقيم الكويتية في التعاطي مع السياسة الخارجية العربية والعالمية على الساحة الدولية، والمحافظة على الشرعية الدولية والدفاع عن الحقوق المغتصبة، فكانت كلمة سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، تحمل المضامين العالية أمام جموع رؤساء الدول العربية مقترنة بالمواثيق الأممية في قمة جدة التي انعقدت مؤخرا في المملكة العربية السعودية، ومن جهة تأكيد سموه استمرار بعض الاضطرابات في العالم، ومنها ما يحدث في أوكرانيا، له تبعات خطيرة على الأمن والسلم الدوليين، مطالبا الدول العربية بوضع التصورات والآليات المناسبة للتعامل مع هذه التطورات والتحديات.
عربياً، تستمر الكويت في دعمها للقضايا العربية المصيرية، وقد جاء في كلمة سمو ولي العهد ضرورة الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفق القرارات الشرعية ومبادرة السلام العربية، بما يضمن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، وهكذا تستمر الكويت وفق قيمها وثوابتها الإنسانية والسياسية متمسكة بدعم ونصرة الشعوب المظلومة والمحتلة وتعزز دورها ومكانتها متمسكة بالشرعية الدولية عبر ستة عقود من السياسة الخارجية وعبورها بالعضوية الماسية للأمم المتحدة.
[email protected]