الحمد لله حمدا كثيرا على سلامة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد، وخبر تعافيه من العارض الصحي الذي ألمّ به كان حديث كل الكويتيين، الذين تناقلوا بينهم عبر تويتر وانستغرام وفيسبوك والواتساب الدعوات له بالشفاء العاجل، بل إنهم تباشروا فيما بينهم بسلامته من أصغر فرد حتى أكبر فرد، وكان للساسة نصيب من تلك التغريدات التي تتحمد له بالسلامة مثل ما نقول ككويتيين.
الشيخ ناصر صباح الأحمد شخصية محبوبة جدا، ويتمتع بإجماع بين الكويتيين منذ أن كان بمنصب وزير شؤون الديوان الأميري، وكان بابه مفتوحا للجميع عندما كان بمنصبه الأول، ونحبه ككويتيين ليس لأنه ابن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد فقط بل لأنه أيضا صاحب رؤية مستقبلية رائعة وثاقبة، فهو من يتصدر لإنجاز مشروع الكويت الأكبر تطوير الجزر ومدينة الحرير وهو المشروع الكبير العملاق الذي ينتظره الجميع وننتظره ككويتيين وتنتظره الكويت.
ومن مقتطفات أحاديثه عن المشروع أن المشروع لابد أن تصاحبه رؤية لتعديل العملية التعليمية برمتها وهو أمر لطالما نادينا به ونادى به كثير من المختصين في هذا الشأن وهو تغيير كامل السياسات التعليمية بناء على احتياجات المرحلة المقبلة لبناء الكويت الجديدة في مشروع 2035 الذي يوفر 200 ألف وظيفة غير نفطية للكويتيين، وعليه لا بد من الاعتماد على قراءات واستشرافات المجلس الأعلى للتخطيط للعبور إلى المرحلة المقبلة.
والشيخ ناصر أيضا في كل ندواته وتصريحاته عن مشروع تطوير الجزر الثلاث يذكر دائما أن هذا المشروع هو مشروع إنقاذي للبلد، فهو يقول في ندوته حول المشروع في جامعة الكويت قبل 8 أشهر: «من خلال المجلس الأعلى للتخطيط يتم استشراف ما هو مناسب لتنفيذ رؤية 2035 في كل الأنشطة في التعليم والصحة والبيئة والتنافسية بأشكالها المختلفة والتي للأسف نحن بعيدون كل البعد عنها، لذلك بدأ الإخوة في مجلس التخطيط الأعلى الأول والثاني في إعادة رسم السياسات التي تؤهلنا إلى 2035، وتعطينا فرصة كافية ووقتا كافيا أن نغير من أنفسنا حتى نكون من المجتمعات التي تستطيع أن تنافس، بحثنا في المجلس الأعلى للتخطيط أبعادا كثيرة ومنها المخاطر الإقليمية التي تحيط بالكويت، والنظرة الطموحة لرؤية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، والتي نعمل على تنفيذها بشكل مستمر وبجدية، وهناك بعض المعضلات التي تواجهنا، ولكن إن شاء الله بالإمكان تجاوزها»، مشيرا إلى أنه «لا يمكن الاعتماد طويلا على مادة واحدة ناضبة (النفط) فلا بد أن نعتمد على الإنسان».
ويركز الشيخ ناصر صباح الأحمد في جمله وتصريحاته على الإنسان كمادة للتطوير، وهذا الأمر جعله قريبا من الناس، وكان واضحا في تصريحاته لا يجامل ويطرح المشكلة والحلول، فهو من ناحية يشخص الحالة ومن ناحية يشرحها ومن ناحية يضع الحلول المناسبة لها.
أنا أرى أن المجلس الأعلى للتخطيط كان ولفترة مغيبا ولكن جاء الشيخ ناصر وبدأ يعيد إليه دوره الحيوي، وأرى أن المجلس الأعلى للتخطيط غاب كثيرا ولا بد أن يعود لدوره الذي نبحث عنه، والشيخ ناصر يركز على الإنسان الكويتي كمادة أساسية للانتقال من مرحلة إلى مرحلة نحو التطور، فهو يقول في نفس المؤتمر: «نحن للأسف لا نعطي للإنسان كل الإمكانيات التي تجعله مبدعا، فعندنا المكان الذي يحتاج إلى اثنين يعين فيه 200 موظف وبالتالي لا يمكن أن ترى الإبداع لدى المواطن الكويتي، ولكن التحول من هذه الوضعية التي نعيشها إلى نظرة الكويت 2035 سيعطينا الوقت لنساعد فيه الإنسان كي يبدع لاسيما أن الدولة لديها الإمكانيات الآن والتي قد لا تتوافر بعد فترة معينة».
نعم، لأن الشيخ ناصر صباح الأحمد يركز على الإنسان ويضعه كأساس للتطور فالكويتيون أحبوه ووجدوا فيه قائد عملية التطوير الجديدة.
[email protected]