وأخيرا صدر قرار وزير التربية د.سعود الحربي بإنهاء العام الدراسي 2019/2020 بعد طول انتظار، وجاء تصريح وزير التربية في المؤتمر الصحافي قبل أسبوعين بأن الدراسة للعام الدراسي الجديد ٢٠٢١/٢٠٢٠ ستكون عن طريق «التعليم عن بُعد والتعليم الإلكتروني» ما لم تكن هناك مستجدات على الساحة الصحية في البلاد.
وأما عن القرارات الوزارية الصادرة حول طلبة الصف الثاني عشر، فإنني أخشى أن يكون القرار بدون دراسة مستفيضة، وعلى الرغم من بدء تسجيل الطلبة على المنصة التعليمية، إلا أن التساؤلات تدور في فلك تلك القرارات التي ليس لدى المعنيين الجهوزية الكاملة للمضي قدما في هذه الخطوة، ولو تساءلنا: إلى ماذا تستند «العملية التعليمية عن بعد» القادمة برمتها؟
بمعنى أين الفصول الدراسية الافتراضية الجاهزة؟ وما أدواتها؟ ومن مدرسوها؟ وهل أعدتهم وزارة التربية الإعداد المتقن والجيد على الأقل، للدوام على الأون لاين؟ وأين الخطة الوزارية برفع التكلفة عن المواطن في توفير الأدوات اللازمة للدراسة عن بعد مثل الكمبيوترات والاشتراكات في شركات الاتصالات؟ وما الإجراءات التحفيزية التي يجب أن تتعاون بها تلك الشركات مع وزارة التربية؟ وهل الوزارة على أتم استعداد لتغطية مستلزمات الطلبة غير القادرين على الانخراط بالدراسة على المنصة التعليمية؟ وكيف ستقيم الاحتياجات؟ ومتى سيكون كل هذا جاهزا والوزارة قد أعلنت عن العودة في أغسطس القادم؟
اجتهد وزير التربية د.سعود الحربي في الخروج من أزمة كورونا بأقل الخسائر للعام الدراسي المنتهي، إلا أن الشريحة الباقية من أبنائنا الطلبة الذين مازالوا من كلا الجنسين تمثل الفترة القادمة لهم مصيرا مجهولا في ظل المتاح من الخدمات التعليمية المقننة لوزارة التربية، ناهيك عن غياب الورش التدريبية الشارحة لمضمون المنصة التعليمية وفوائدها والهدف منها، وكلما قلنا عل وعسى قالوا لا توجد خبرات، أين المتقاعدون – التقاعد المبكر اللا متعاقدون مع مؤسسات الدولة، كثيرون هم كفء لإدارة الأزمة التعليمية عن بعد وليكونوا في دائرة المدربين لمعلمي المرحلة القادمة، فكل شيء له أساس، وأساس التعليم كان بفضل الكفاءات الكويتية القيادية الذين خسرت الدولة جهودهم بعد التقاعد مما يؤثر على نفسية شريحة كبيرة من المجتمع (المتقاعدون - التقاعد المبكر)، وتلك الفئة التي تنتظر منا أن تستثمر طاقاتها في أبنائنا المعلمين والطلبة.
وعن التعليم التمهيدي والابتدائي والتوجه لأن يكون مساء بمتابعة أولياء الأمور، جاءت الفكرة مقبولة نوعا ما، ولكن ماذا عن الجانب المهاراتي في تلك الصفوف التعليمية الأولى، وأين المتقاعدون – على بند التقاعد المبكر) في إفادة المنصات التعليمية بالخبرات التعليمية والتربوية، والكثير من المتقاعدات التربوية (جدات/ مستشارات وموجهين وموجهات).
وحتى لا نخرج من الهدف الرئيسي للمقال وهو إيجاد بعض الحلول لعملية التنمية البشرية في ظل الانقلاب العالمي لجوانب الحياة المجتمعية.. إلى وزارة التربية مع التحية.
كلمة أخيرة: ندعو الله عز وجل في هذه الأيام المباركة أن يمنّ على والدنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، بتمام الشفاء والعودة للوطن الغالي ويطيل عمره ويبقيه ذخرا لنا وللإنسانية آمين.. وما ذلك على الله بعزيز.
[email protected]