«رب ضارة نافعة»، مقولة من التراث القديم قالها أحد المسافرين عندما غرقت به السفينة في البحر وظن أن الله يعاقبه ويبتليه واكتشف في النهاية أن المحنة كان بداخلها منحة ربانية لم يفهمها، وتكاد تكون هذه المقولة تتطابق مع القضية التي تصدت لها وزارة الداخلية ممثلة في قطاع الأمن الجنائي بقيادة اللواء محمد الشرهان والذي يقوم بجهود كبيرة ومشكورة بدعم اخوانه في هذا القطاع لضبط من تسوّل لهم أنفسهم ارتكاب الجرائم.
مقدمة «نافذة على الأمن» مرتبطة بقضية توقيف 4 وافدين عرب يعملون في مرفق القضاء شكلوا فيما بينهم عصابة لتسريب معلومات عن قضايا وتصوير مستندات، وهو ما يمكن أن يؤثر على نزاهة وسمعة القضاء الكويتي الشامخ، برأيي فإن المنفعة في هذه القضية ما أعلنته وزارة العدل بتنفيذ قرار مجلس الخدمة المدنية بتكويت الوظائف وإحلال العناصر الوطنية، باعتبارها احدى أهم الجهات الحكومية الحساسة والمؤتمنة على أسرار الناس وقضاياهم.
لا أعمم السوء على جميع الوافدين في «العدل»، لكن من الخطورة تواجد غير كويتيين في مرفق بأهمية القضاء، وأيضا من الخطورة تواجد أعداد كبيرة من الوافدين في العديد من قطاعات وزارة الداخلية، فنجد هناك كثيرا من القانونيين والطباعين الإداريين والفنيين والذين يتواجدون بكثافة، رغم أن هناك وفرة من المواطنين من خريجي القانون وممن يجيدون الطباعة وغيرهم ممن يغطون كل احتياجات الوزارات والهيئات المهمة في الدولة، وأتمنى من معالي وزير الداخلية الشيخ ثامر العلي ووكيل الوزارة أخي الفريق عصام النهام أن يطلبا كشفا بأسماء وأماكن عمل الوافدين في جميع قطاعات الوزارة ويطلب من لجنة التدقيق على هذه الوظائف مدى احتياج القطاعات لها، وأنا على ثقة من أن تقرير اللجنة ســيأتي بأنه لا حــاجة لـ 50% من الوافدين بشكل فوري، لذا فإن تطبيق سياسة الإحلال وقبل ان تكون هذه الجهات بحاجة لها فإنها أيضا مطلب شعبي خاصة في وزارات مثل الداخلية والعدل لحساسية مهام عملها والتي تستلزم السرية والخصوصية، ولعل توجيهات الوزير الشيخ ثامر العلي بتقليص المستندات الورقية والتوسع في التكنولوجيا ستكون حافزا للتخلص من مئات الوافدين.
٭ آخر الكلام: كل الشكر والتقدير لمحكمة المرور لإصدار أحكام رادعة لأشخاص لايزالون يضربون بالقانون عرض الحائط ويقومون بالاستهتار والرعونة في الطرقات معرضين حياة الآخرين وحياتهم للخطر، والشكر موصول إلى رجال المرور يتقدمهم اللواء جمال الصايغ على جهوده في تتبع هذه الشريحة وضبطهم وحجز مركباتهم، وأدعوه إلى مواصلة هذا الأداء الجيد، ولا يمكن أن نتجاهل حرص المواطنين على توثيق هذا التصرفات في لافتة وطنية.