غالبا ما ترتبط الجرائم وعمليات التهريب العابرة للحدود مثل عملية «غبار الذهب» او تعطيل اجهزة حاسوب وابتزاز اصحابه بأرباح ضخمة، ومن خلالها تنفق العصابات الدولية ببذخ على أعضائها للاستمرار في تجاراتهم وعملياتهم الاجرامية ونشر المزيد منها، ما يستلزم من القطاعات التي تتعامل مع هذه النوعية من الجرائم اليقظة الدائمة والمتابعة الدقيقة وتوفير كلما تحتاجه من تقنيات وأجهزة وجهد بشري وتنسيق امني يتعدى الحدود ايضا.
خلال الأيام القليلة الماضية تابعنا ما قام بها قطاع الأمن الجنائي بقيادة اللواء محمد الشرهان من ضبط مدير فرع عصابة النصب الدولية في الكويت وكذلك التواصل مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية وتزويدهم بمعلومات عن استهدافهم بشحنة كبيرة من المؤثرات العقلية ما اسفر عن احباط ضخ مليون و700 ألف حبة مخدرة الى داخل المملكة.
المعلومات الثرية التي قدمها قطاع الامن الجنائي الى الأشقاء في المملكة والاعلان من قبل وزارة الداخلية السعودية عن هذا الجهد وتوجيه الشكر والإشادة الى وزارة الداخلية الكويتية اسعدني كما اسعد غيري من المواطنين وكان مبعث فخر، وكيف لا؟ ورجالنا الابطال ساهموا في منع ضرر كان سيلحق بإخوانهم في المملكة.
قضية تهريب المواد المخدرة من اخطر القضايا التي تواجه معظم دول العالم وخاصة دولنا الخليجية وها نحن نرى كم المضبوطات.
قضية المخدرات تحتاج الى تعاون اكبر واستخدام كل الأسلحة لمواجهتها، استهداف دول مجلس التعاون الخليجي من قبل مافيا المخدرات ينطلق من قوة اقتصادات هذه الدول وارتفاع مستوى الدخل لمواطنيها، ومن ثم يمكن ان نلعب مع الدول المصنعة بنفس السلاح وهو السلاح الاقتصادي.
الدول المصدرة للحبوب والتي يزرع بها والمخدرات معروفة للأجهزة الأمنية وهناك تركيز على الواردات منها، ولكن المافيا تقوم بعمليات تمويه بنقل السموم الى دول ليست مصنفة خطرة وينجحون في ايصال المخدرات الى دولنا، لذا علينا ان نتوجه الى الدول المصنعة مباشرة بالسلاح الاقتصادي وأعني به سلاح المقاطعة.
مقاطعة استيراد البضائع من تلك البلدان بل ووقف أي نشاط تجاري معها ستعيدها الى الرشد ببذل المزيد من الجهد لملاحقة مصنعي المخدرات لان الخيارات امامها محدودة، إما التجارة المشروعة وهي المستمرة والمربحة، واما وقف الاتجار معها على مدار الاعوام الماضية، فان اغلب الحبوب التي تردنا عبر دولتين نعرفهما تمام المعرفة، وبالتالي علينا ان نمنحهما فرصة، فإما ان تقوما بما يجب وتلاحقا المهربين او نوقف التعامل معهما اقتصاديا كدول خليجية.
آخر الكلام
رجال امن الدولة، جنود مجهولون يؤدون واجبهم في صمت وينفذون المهام السامية والنبيلة من أجل حماية وطنهم الكويت، الأمر الذي يلقى كل التقدير والاحترام من الجميع، هذا الكلمات المعبرة جاءت على لسان وزير الداخلية الشيخ ثامر العلي خلال لقائه الوكيل المساعد لجهاز أمن الدولة اللواء الشيخ سالم النواف، وقيادات الجهاز.
لقد برهن هؤلاء الرجال في الأيام القليلة الماضية أنهم يقومون بعمل كبير ومقدر وفي صمت، ولديهم يقين أنهم حقا صمام أمان هذا الوطن.