سبق أن تطرقت إلى ظاهرة العنف الشبابي والمشاجرات التي تندلع لأسباب واهية ودون إدراك للعواقب الوخيمة التي تنتج عنها.
ونحن في شهر رمضان المبارك شهر العبادة والتقرب إلى الله، استيقظنا على مشاجرة بين عشرات الشباب في منطقة صباح السالم، ومن المؤكد أنها بعيدة كل البعد عن روحانيات هذا الشهر الفضيل وتعاليم الدين الإسلامي وعاداتنا في شهر الصوم. وبغض النظر عن أسبابها فإنه من غير المقبول أن تمر مرور الكرام أو يتم التصالح لأن هناك حقا للدولة وحقا للمواطنين الذين روعوا بهذه المشاهد.
آمل من النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ أحمد النواف بتبني استراتيجية لمواجهة العنف، لأنه مؤشر شديد الخطورة على مستقبل وحاضر شريحة للأسف كبيرة من أبنائنا، وذلك بإجراء دراسة شاملة للظاهرة ومعرفة أسبابها وإيجاد الحلول المناسبة.
سبق ان ذكرت أن علاج العنف ممكن شريطة الوقوف على الأسباب ووضع الحلول المناسبة، وأعتقد أن من اهم أسباب العنف عدم استغلال طاقات الشباب وتركهم فريسة للفراغ، والإسراع في إنهاء مشكلة البطالة عبر قانون ملزم، والاستعانة بخبرات أمنية للاستئناس بمقترحاتهم، والتركيز على سلوكياتنا كآباء وأمهات، باعتبارهم القدوة للأبناء وتبصير الآباء بالتدقيق عما يصدر عنهم من سلوكيات وتوضيح الدور السلبي الذي تحدثه الألعاب الإلكترونية بما تحمله من عنف، ومحاكاة البعض له على أرض الواقع، وهو ما يستلزم تنوير الأبناء بعدم معقولية ما يبث، أيضا لا بد من تطبيق القانون على الجميع بمسطرة واحدة دون ترك أي مجال للتدخلات أو الواسطة. والتوسع في إقامة مراكز تعالج وتحد من مشكلات وتبعات التفكك الأسري قدر المستطاع، وتقوية الوازع الديني وزرع الأخلاق الإنسانية في قلوب الأبناء كالتسامح والمساواة والاحترام والمحبة والتواضع والتعاون ومساعدة الضعيف.
وأدعو الإدارة العامة للعلاقات العامة والتوجيه المعنوي وانطلاقا من قوة تأثيرها إلى عمل حملات إعلامية وأيضا دعوة الإعلام الحكومي والخاص الى القيام بدور توعوي أكبر لمجابهة والحد من العنف والدعوة الى مساندة مجتمعية، باعتبار العنف ليس مجرد مخالفة للقانون بل فكر وسلوك وجب معالجته وتقويمه.
آخر الكلام
ضبط نحو 1400 كيلو مخدر وأكثر من ربع مليون حبة من المؤثرات العقلية خلال 3 اشهر وفق ما أعلنته وزارة الداخلية يؤكد أننا أمام مافيا تستهدف أبناءنا، وهو ما يتطلب المزيد من الجهد الأمني، وان يتعاون المواطنون والمقيمون مع وزارة الداخلية في الإبلاغ عن المشتبه بهم، وان تقوم الجهات الأخرى بدورها لحماية ثروتنا البشرية، حفظ الله الكويت من كل مكروه.