تطرقت عبر نافذتي على الأمن إلى الجواز الإلكتروني وذكرت ان إلغاء العمل بالجواز القديم واستحداث آخر يتمتع بتقنية متقدمة ويصعب التلاعب به ذو جدوى أمنية خاصة ان معظم دول العالم ترحب بدخول الكويتيين إلى أراضيها وعدد من هذه البلدان تمكن الكويتيين من الدخول دون فيزا مسبقة، وبالتالي أبسط ما يمكن ان نقدمه لهذه البلدان ولحماية الوطن من العابثين ان يكون بحوزة أبنائنا جوازات متقدمة يصعب اختراقها والتلاعب بها، وهذا ما حدث اذ قامت وزارة الداخلية ممثلة بجهد مشكور من وكيل قطاع الجنسية والجوازات الشيخ مازن الجراح بالاتفاق مع احدى الشركات المتقدمة والاستقرار على جواز بمنزلة قاعدة بيانات لأي مواطن ويصعب بل يستحيل التزوير به، وعقب ذلك استحدثت وزارة الداخلية أو خصصت ٦ مراكز لاستخراج الجوازات الإلكترونية بواقع مركز خدمة لكل محافظة إلى جانب المركز الرئيسي.
كل هذا جميل ولكن ومع التزاحم الشديد على مراكز استخراج الجوازات وعقب ما نشرته «الانباء» يوم الجمعة أي قبل عشرة أيام فقط من انتهاء العمل بالجوازات القديمة باعتبار ان وقف العمل بالجوازات القديمة بنهاية الشهر الجاري واكتشاف ان 400 ألف جواز لم تنجز، بصراحة شديدة استوقفني هذا الخبر وجاء في ذهني لأننا بذلك وضعنا الحصان قبل العربة وليس أمامها، أعلم ان تحديد موعد لوقف العمل بالجواز القديم مرتبط باتفاقيات دولية وأمور أمنية متفق عليها بين الدول ولكن كل ذلك يكون مرهونا بما نحدده نحن، بمعنى آخر كان يجب على وزارة الداخلية وقبل تحديد موعد لوقف العمل بالجواز القديم ان تدرس وتضع سؤالا محددا: متى ستنجز نحو مليون و٣٠٠ ألف جواز سفر للمواطنين؟ وتضع كل الاحتمالات بما فيها العطلات وطبيعة الإنسان العربي والذي يريد فعل المستحيل في اللحظات الأخيرة مع يقينه باستحالة ذلك.. الخ، نعم تحديد توقيت تنجز فيه هذا العدد وعقب ذلك تضع فترة اضافية يمكن ان تصل إلى ٣ أشهر ومن ثم تحدد تاريخا للوقف.
الآن هناك اشكالية كبيرة فهناك ٤٠٠ ألف جواز لم تنجز وهناك موسم سفر وطلاب ملتزمون بدراستهم في الخارج وملزمون باستخراج الجواز الحديث لأنهم لن يكونوا قادرين على السفر بالجواز القديم وهناك أشخاص يمنعون من استخراج الجواز الجديد لمعوقات أمنية ومالية وهناك ٦ مراكز ومركز رئيسي فقط تستخرج الجوازات وحتى وان عملت على مدار الـ٢٤ ساعة فلن تنجز هذا العدد، عموما نقدر حرص نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية على اهتمامه بالمشكلة وتوجيهاته بزيادة ساعات العمل في مراكز الخدمة لإنجاز أقصى عدد ولكن نأمل في المستقبل ان يكون هناك تخطيط أفضل بحيث نضع الحصان قبل العربة وليس بعدها.
آخر الكلام
استهل وكيل وزارة الداخلية الجديد أخي الفريق عصام النهام مهام عمله قبل بدء عطلة عيد الفطر السعيد وحرص طيلة أيام العيد على زيارة أبنائه واخوانه منتسبي الوزارة في معظم القطاعات وهذا ليس غريبا على قيادات وزارة الداخلية.
تفاني ضباط وضباط صف في الداخلية وحرصهم على خدمة الوطن الغالي أمر ليس بغريب عليهم فهم يسهرون ويعملون بجد في جميع الأوقات لتحقيق الأمن والأمان لكافة المواطنين والمقيمين حتى إن كان ذلك على حساب افتقاد اسرهم لتواجدهم معهم في العيد، فكل الشكر والتقدير لإخواني وأبنائي في الداخلية وكذلك لاخواني وأبنائي في الجيش وفي الإطفاء وكافة الأجهزة التي تعمل في العيد بعيدا عن أسرهم.