باعتقادي ان مطالبة رئيس الهيئة العامة لمكافحة الفساد (نزاهة) المستشار عبدالرحمن النمش بضرورة اجراء تعديل تشريعي يقضي بإدراج كل العاملين في «التفتيش الجمركي» ضمن الفئة الخاضعة لتقديم إقرارات الذمة المالية أمر في غاية الأهمية، ليس فقط لحماية الكويت باعتبار ان رجال الجمارك هم خط الدفاع الاول ضد كل محاولات تهريب المواد المحظورة وكذلك لخطورة وحساسية المهام التي يقومون بها».
المواد المحظورة لا أعني بها فقط المواد المخدرة والمسكرة والمؤثرات العقلية بل ايضا تعني البضائع المقلدة والالعاب النارية والنوعان الأخيران أرباحهما كبيرة للغاية، وندرك تمام الإدراك ان الكويت مستهدفة من قبل مافيا المواد المخدرة والمسكرة وهذه المافيا مستعدة لفعل اي شيء مقابل استمرار عملها الإجرامي وضخ سمومها التي لا بد ان تأتي عبر المنافذ الجمركية، وعلى حسب علمي، الادارة العامة للجمارك زودت جميع المنافذ بأحدث وأدق الأجهزة القادرة على اكتشاف المواد المخدرة والمسكرة وبالتالي نزيد من الاجراءات تلك بان نضع ما يعيق عمل هذه العصابات وان نحدد ضوابط تحول دون عرض المال على رجال الجمارك عبر قوانين صارمة تجعله يفكر عدة مرات قبل قبوله اي امر يخل بمهام عمله ويضر وطنه.
القرآن الكريم تحدث عن الطبيعية البشرية وتطرق الى الأنفس ومنها النفس الأمارة بالسوء، وهي التي تأمر صاحبها بالسيئات وارتكاب المعاصي والمحرمات، وهي نفس غاب عنها الورع والخوف من الله وقال عنها الله تعالى: (ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين، وما أبرئ نفسي إن النفس لأمّارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم) سورة يوسف الآيتان: 52 و53.
بالتأكيد لا أشكك في رجال الجمارك الذين يعملون بجد واخلاص وامانة ويدركون حجم وجسامة المهام الملقاة عليهم ولكن في المقابل قد يكون من بينهم من يتعرض لإغراءات ويكون لديه قابلية للفساد وحتي نكون واقعيين في الطرح فسبق ان تم اكتشاف تورط جمركيين في عمليات تهريب وأحيلوا الى القضاء، وبالتالي فلا بأس بل من الضرورة ان نحمي البلاد من هذه النوعية القابلة للانحراف وبالتالي لن نجد اي عناصر مخلصة لهذا الوطن تعارض هذا التوجه والذي يحمي الوطن ويحمي الموظف من شر نفسه ويقف عائقا امام محاولات المهربين لعرض إغراءاتهم.
ولعل النموذج الساطع لذلك هو ما أبداه مدير علم الجمارك المستشار جمال الجلاوي من استعداد الجمارك لتقديم التسهيلات للتعاون مع «نزاهة» بشأن قضايا الفساد انطلاقا من أن جريمة التهريب الجمركي تعد من جرائم الفساد المنصوص عليها في قانون إنشاء «نزاهة».
بصراحة شديدة نحن لسنا فقط بحاحة الى إصدار تشريعات بقدر ما نحن بحاجة الى متابعة تنفيذ التشريعات تلك لأنه ما اسهل ان تخرج تشريعات براقة وظاهرها الصالح العام مثل قضية الذمة المالية لموظفي الدولة والقياديين فيها ولكن في المقابل نجد المتابعة ليست على ما يرام.
آخر الكلام: أعتب على أخي الفريق اول.م محمود الدوسري عدم ابلاغ محبيه واخوانه بإصابة لحقت به مؤخرا حتى نقوم بزيارته والاطمئنان، فالفريق الدوسري كان دوما سباقا وحريصا على مشاركة اهل الكويت جميعا أفراحهم وأتراحهم، سلامات يا بو فهد وما تشوف شر.