«رب ضارة نافعة»، هي مقولة من التراث القديم قالها أحد المسافرين عندما غرقت به السفينة في البحر وظن أن الله يعاقبه ويبتليه من خلال هذه المحنة العصيبة ولكنه اكتشف في النهاية أن المحنة كان بداخلها منحة ربانية لم يستوعبها إلا بعد تجاوز المحنة.
فجر الثلاثاء الماضي ويوم امس قد تنطبق عليه المقولة تلك، وربما يكون ما حدث يجنبا في المستقبل شيئا أكبر وعبرة لأن تكون استعداداتنا بالصورة التي نطمح إليها والتي تتناسب مع مكانة الكويت وقدراتها المادية، وبالتأكيد فإن القرارات التي اتخذها سمو رئيس مجلس الوزراء بشأن قيادات في مواقع مسؤولية وقيام وزير الأشغال بتحمل المسؤولية السياسية وتقديم استقالته سيكون لها بالغ الأثر بالمستقبل ليس فقط على مستوى البنية التحتية والخدمية وإنما هي رسالة لجميع المسؤولين في مختلف المواقع بالدولة ليقوموا بعملهم بما يجب ان يكون.
لم يكن أحد يتوقع ان تتسبب أمطار كنا نصلي لينعم الله بها علينا في غرق عدد من الطرقات وبعض المنازل، لماذا لم نكن نتوقع؟ لأنه سبق للكويت ان شهدت أحداثا مماثلة قبل سنوات وأعدت الخطط لعدم تكرارها والتكرار يعني إهمال وعدم مسؤولية، أيضا ولأن دول مجاورة شهدت نفس المشكلات وكان من المفترض ألا تصل الأمور إلى حد غرق المركبات في طرقات رئيسية، ما شاهدناه وما نشر على مواقع التواصل كان مروعا وغير متصور ويفوق تحمله وتصور حدوثه في دولة بثقل الكويت ماديا وكفاءات وطنية، لذا وجب الحساب، ويحسب لسمو الشيخ جابر المبارك تعطيل العمل في وزارات الدولة وانتقاله شخصيا إلى غرفة عمليات الداخلية لمتابعة الأحداث والبلاغات وشكل هذا التحرك رسالة اطمئنان لكل من على هذه الأرض، أمطار الخير أكدت ان لدينا رجال يعتمد عليهم، وبهذه المناسبة لا يفوتني إلا ان أوجه الشكر لكل الضباط وضباط الصف في وزارة الداخلية والحرس الوطني يتقدمهم الشيخ مشعل الأحمد والإدارة العامة للإطفاء بقيادة أخي الفريق خالد المكراد وفنيي الأشغال والكهرباء والبلدية على كل ما بذلوه من جهد ومواصلة.
آخر الكلام: القرار الذي اتخذه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد بشأن إحالة ضباط الى النيابة على خلفية وفاة اثنين من أبنائنا الطلبة الضباط أثلجت صدورنا، بمناسبة عودته الى أرض الوطن سالما معافى عقب رحلة علاج، أرفع إلى سيدي صاحب السمو وإخواني في وزارة الدفاع أسمى التهاني بعودة الشيخ ناصر وآمل من الله أن ينعم عليه بالصحة وتمام العافية وأن يعينه ليكون سندا لأخيه سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، حفظ الله الكويت من كل سوء ومكروه وأدام على وطننا أمنه واستقراره وازدهاره في ظل القيادة الحكيمة والرشيدة لسيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الاحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد حفظهما الله.
[email protected]