خلال الأسبوع الماضي تداول عدد كبير من المواطنين ونشطاء وشخصيات على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الواتساب أخبارا عن انتشار عصابات وتزايد قضايا السرقات في عدد من مناطق العاصمة، ووصل الأمر بالبعض إلى القول إن هذه العصابات تنفذ جرائمها حتى في وجود أفراد الأسرة داخل سكنهم، وأن التصدي للصوص قد يعرضهم للأذى لأنهم مسلحون ومستعدون لفعل أي شيء للحصول على غنائمهم. هذه الأخبار أحدثت خوفا في نفوس المواطنين.
شخصيا، وبحكم خبرتي في المباحث والأمن العام ولمعرفتي بصرامة وحرص نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ خالد الجراح ووكيل وزارة الداخلية الفريق عصام النهام وقطاع الأمن الجنائي، أرى استحالة ما يتردد بهذا الشأن وبهذه الضخامة، ورغم يقيني هذا أدرك في الوقت نفسه أن ما يشاع بين المواطنين غير غائب عن وزارة الداخلية.
بمعنى آخر، أدرك أن الرسائل المتداولة بهذا الخصوص تعلم بها الوزارة بحكم أجهزتها المختلفة ومتابعتها لما يدور في وسائل التواصل، وبالتالي كان يتوجب على إدارة الإعلام الأمني أن تخاطب الجمهور وتبادر إلى نفي ما يتردد، وإذا كانت قد وقعت قضية أو قضيتان وجب أن تشير الى ذلك وتنوه الى ان رجال المباحث يتابعون الأمر، لكن ان تلتزم الصمت وكأن الموضوع لا يعنيها فهذا غير مقبول لأنها بذلك تسمح بتضخيم ما يتردد ويتم تناقله وتترك المواطنين - على الأقل ممن وصلت اليهم هذه الرسائل - فريسة للخوف.
نعم السكوت أو الصمت في كثير من الأحيان أفضل من الكلام أو كما يقال: إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، لكن في مثل هذه الأمور إعلان الحقيقة ونفي ما يتم تداوله أفضل بكثير من التزام الصمت وتجاهل ما يدور ومقارنة بالعديد من الدول بما فيها الدول المتقدمة فإن الكويت من أفضل دول العالم أمنا، نعم تقع قضايا سرقات وسلب.. إلخ، لكن في المقابل القضايا التي تغلق ضد مجهول محدودة.
أتمنى ان تقوم دوريات الأمن والنجدة والمرور والمباحث بالانتشار أكثر في كل المناطق السكنية لبث الطمأنينة، وأن يقوم الأمن الجنائي بتحديد مناطق بعينها تكثر فيها السرقات ويوزع رجال المباحث بشكل منظم وغير مرئي.. وإخواني في المباحث يعرفون ماذا أعني، وذلك لضبط الخارجين على القانون.
حفظ الله الكويت من كل مكروه، وأدام نعمة الأمن والأمان تحت رعاية أميرنا وقائدنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، أطال الله في عمره.
آخر الكلام:
طريقة تهريب المخدرات التي كشفتها الضبطية الأخيرة لرجال مكافحة المخدرات بقيادة العميد بدر الغضوري بواسطة طائرة لاسلكية يجب أن تكون محل اهتمام من قبل رجال وزارة الداخلية مع ضرورة مراجعة وإعادة النظر في آلية مراقبة الحدود بالكاميرات والوقوف على أوجه القصور، وهو ما مكَّن المتهم من استغلالها في عملية التهريب المبتكرة.