كم من المحن تجاوزتها الكويت بصلابة وقوة وتكاتف أبنائها الأوفياء، وقد كانت أعظم المحن التي مرت بها الكويت في الألفية الماضية محنة الغزو العراقي التي تم تجاوزها وطننا باقتدار وعبر تلاحم أبنائه وبجميع أطيافه. وشهداء الكويت الأبرار كثر وهم خليط من أبناء هذا الوطن، والذين استبسلوا في المقاومة ومواجهة بربرية وعنف المعتدي الغاشم. كما تجاوزت الكويت المحنة بمساعدة الأشقاء والأصدقاء فعادت الشرعية وواصلت الكويت مسيرتها نحو الريادة والتقدم.
معظم دول العالم ومن بينها الكويت أصيب بعض أبنائها بفيروس كورونا، وقد قامت الحكومة الكويتية باتخاذ كل ما يلزم لمنع انتشار المرض عبر إخلاء المواطنين من الدول الموبوءة ومنع السفر اليها مع توفير مقار للحجر الصحي وحظرت على بعض الرعايا الدخول للكويت، كما تتابع الحكومة من خلال فريق الأزمة كل التطورات بشأن الفيروس بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، ومع كل يوم نرى قرارات تصب في خانة السيطرة على انتشار الفيروس.
تعامل الكويت مع الفيروس لقي استحسانا شعبيا ودوليا، ولاتزال هذه الجهود مستمرة لحين انجلاء الغمة. ونحن نتحدث عن جهود الكويت لابد أن نشير إلى بادرة صاحب السمو الأمير حفظه الله بتكريم فرق مواجهة كورونا وفي مقدمتهم الأطباء والهيئة التمريضية ورجال الداخلية في المنافذ والجمارك وغيرهم ممن يتقدمون الصفوف الأمامية في مواجهة هذا الفيروس، والبادرة ليست بغريبة على القائد الحكيم أمير الإنسانية.
ما يقلقني في خضم هذه الأزمة ليس التعامل الرسمي لأنه على قدر المسؤولية، وبل النظرة الضيقة من قبل البعض وإلقاء الاتهامات على مكون من مكونات الشعب، وهذا أمر بغيض وبالغ الخطورة.
حتما لم يكن أي من أبناء الوطن يعلم ان تواجدهم أو سفرهم إلى دولة بعينها يمكن ان يلحق الضرر بهم وبأسرهم ووطنهم وإلا ما كانوا قد سافروا. ما حدث قضاء وقدر، وللمولى عز وجل حكمة في ذلك، ووجب أن نتقبل ما يقدره الله تعالى، كما وجب علينا تجاوز هذه المحنة والابتعاد عن إلقاء الاتهامات غير المبررة والوقوف كما اعتدنا صفا واحد لتجاوز هذه المحنة، والتحدي الأكبر لنا هو التلاحم في حب الكويت، حفظ الله الكويت من كل مكروه.
آخر الكلام: كل الشكر إلى معالي الوزير أنس الصالح ووكيل وزارة الداخلية الفريق عصام النهام لتوفير معدات الوقاية للحفاظ على سلامة أبنائنا العاملين في الصفوف الأولى، والشكر موصول الى رجال القوات الخاصة، يتقدمهم وكيل قطاع الأمن الخاص اللواء شكري النجار والضباط المكلفين بتأمين المحاجر، وإلى رجال المنافذ.