فقدت الكويت أحد أبرز علمائها، البروفسور مبارك سعود العبيدي أول معيد وأستاذ وعميد كلية علمية كويتي، الراحل «بوصلاح» كان مؤسسا لعدة نشاطات علمية ومهنية في مجال الكيمياء، وكان رحمه الله لصيقا وحريصا على الالتقاء بزملاء المهنة والفكر رغم تقاعده عن العمل، كان رحمه الله يشارك بكل المناسبات العلمية التي تعقدها كلية العلوم والجمعية الكيميائية سواء داخل وخارج الكويت.
الراحل الكريم كان صديقا وفيا لكل أصدقائه وزملائه ومعارفه، وكان رحمه الله متواصلا مع الجميع لأنه كان إنسانا اجتماعيا ذا حديث متوازن ومجلسه زاهر بالأحاديث ذات الشأن العلمي العميق، وكذلك كان مطلعا على الكثير من الشؤون الأدبية والإعلامية.
لقد عرفت العم «بوصلاح» عندما قام بزيارتنا في مقر جريدة «آفاق» الجامعية لحاجته إلى جمع معلومات إخبارية نشرت بالجريدة خلال عمله بالجامعة، وكان رحمه يحضر لتأليف كتابه «حكايتي مع الجامعة» وقد طلب مني آنذاك مساعدته في جمع هذه الأخبار والمشاركات، بالطبع استمرت علاقتي معه منذ ذلك الوقت، وكنت ألتقي معه بعدة دواوين ومناسبات كثيرة، وكان رحمه الله يحرص على اطلاعي على كل مادة كتابه العلمي والأدبي الذي يعده، وعندما فرغ من تلك التحفة الأدبية والعلمية والتاريخية التي يحكي فيها عن مسيرته العلمية والمهنية مع جامعة الكويت، سررت بلقاءاته الكثيرة وزياراته لنا بالجريدة إلى أن جاء وقت الإعلان عن إصدار كتابه الثري وطلب مني التحضير معه لفكرة التدشين بمقر جريدة «آفاق» لحرصه على دورها الإعلامي واهتمامه بالجامعة وحرصه على دعوة العديد ممن عاصروه بهذه المسيرة فكانت الدعوة موجهة للقيادات الجامعية وزملائه وطلابه ووسائل الإعلام لهذا الحدث الأدبي والعلمي، وقد حضر الحفل المرحوم أنور النوري صديق الراحل العبيدي وشخصيات جامعية من بينهم د.عبدالله الغنيم وبدر المديرس ود.عبدالمحسن الخرافي ود.نجاة المطوع ود.رشيد الحمد ود.نادر الجلال وكذلك رئيس تحرير «آفاق» آنذاك د.أحمد الشريف. كما شارك نجله عصام وابنته الزميلة سهيلة مبارك العبيدي.
بالطبع كان وسيبقى ذلك اليوم في سجل الذاكرة للأبد لأنه موثق في سجل آفاق وجامعة الكويت، لقد كان حدثا رائعا لن أنساه مثلما لن ننسى هذا الرجل العملاق في علمه وأدبه ودماثة خلقه وتواضعه الجم، رحم الله العم والبروفسور مبارك سعود العبيدي، وأحسن الله مثواه وطيب ثراه رحمه الله رحمة واسعة، وإلى جنات الخلد يا عالمنا الكبير مع الصديقين والشهداء بإذن الله.