يظل الإنسان أسير رحمة الله الواحد الأحد الفرد الصمد، لأنه عز وجل أعطاه نعما لا تعد ولا تحصى، فأينما ينظر سيجد أن نعم الله عليه في كل مكان، وذلك يجعل الإنسان العاقل يهتدي إلى خالقه بسهولة ويسر، حتى إذا نظر مجرد النظر إلى نفسه، فسيكتشف على الفور أن هناك داخل جسده مئات من المصانع التي تعمل حتى دون ان يشعر بها، يقول تعالى: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) (الذاريات 21).
الكبد ذلك العضو الكبير التابع للجهاز الهضمي، ويوجد في الجهة اليمنى من البطن أسفل الحجاب الحاجز يشكل الكبد بوزنه 1.5 كم في جسم الإنسان، وهو يتكون من خلايا ثمانية الشكل تقريبا تشكل كل مجموعة فيها قسما في مصنع يتسلم المواد الخام من الدم عبر الأوردة والشعيرات الوريدية الداخلة إليه ويضخ إنتاجه في الشعيرات الوريدية والأوردة الخارجة منها.
كل ذلك في نظام دقيق من صنع الواحد الأحد، فهو مصنع كيميائي لا يتوقف لحظة واحدة خلال الأربع والعشرين ساعة على مدار حياة الإنسان، يقوم خلالها وبصفة دورية مستمرة بتصنيع الجلوكوز والبروتينات كمواد أولية خام لجميع الجسم، كما أنه ينتج المواد الخام الرئيسية اللازمة لتخثر الدم والمواد الخام اللازمة لصناعة الهرمونات، كما أنه يقوم بوظيفة غاية في الأهمية وهي إزالة المواد السامة من الدم.
وكل ما سبق من وظائف لهذا الجزء من جسم الإنسان إذا ما فكرت فيه قليلا فستجد أنك عندما تتناول قطعة من الشوكولاتة مثلا فإن عليك أن تتذكر أن هناك مصنعا مكتمل الأركان سيتلقى هذه القطعة ويقوم بكل العمليات اللازمة لها، حتى تتحول إلى غذاء مفيد للجسم.
لذا علينا أن نتذكر دائما أننا أمام كل هذه النعم لا بد أن نشكر الله العلي القدير، وأن نحاول بكل ما أوتينا من قوة أن نقدم واجبات هذه النعم علينا، ومن واجبات هذه النعم علينا أن نحافظ عليها، ونتجنب كل ما يؤذيها أو يعرقل عملها، أو يعوقه ويتعبه.
ومن وسائل الحفاظ على الكبد سليما معافى عدم شرب الخمور لأنها تضر به، وكذلك عدم التدخين، وعدم الإفراط في الأطعمة غير المفيدة، والأهم من ذلك كله، أن نقف متأملين قول الحق تبارك وتعالى: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها). «إبراهيم 34».