أرثي أختيَّ الغاليتين على نفسي وقلبي فاطمة ونورة، رحمهما الله، تتفطر عبراتي وقلبي حزنا ووجدا ولهفا وكمدا، فجعنا بالمصاب الجلل بفقدانكما، تركتما لنا الذكريات من الزمن الجميل، وبرحيلكما عن دنيانا ستظل ذكراكما باقية في أذهاننا ونفوسنا، فبصفاتكما الجليلة كسبتما احترام الجميع ومحبة الناس لكما بحسن معاملتكما وتواضعكما الجم، وطيب المعشر.
لم تبخلا على الجميع بالنصح والتوجيه والإرشاد بعطفكما وحنانكما وفضائلكما وخصالكما ومآثركما الحميدة والتي لا تعد ولا تحصى وهي محل تقدير واحترام من الجميع والتزامكما بالقيم الأخلاقية العالية التي تجسدها مبادئ الإسلام ودماثة أخلاقكما، حتى غدا صيتكما وسمعتكما الطيبة تسبقكما.
كنتما خير معين والساعد اليمنى لوالدتي، رحمها الله، في تدبير وإدارة شؤون المنزل ورعايتكم لنا ونحن صغار في السن وخاصة وقت الإجازات والعطل الرسمية مع وجود مستخدمه لدينا للمساعدة.
ولا أنسى فضل أختي الغالية نورة، رحمها الله، بمتابعة تحصيلي العلمي والدراسي يوميا في وقت المساء مع تركيزها وحرصها على قراءتي باللغة العربية وعلى مخارج الحروف بشكل متقن، لها الفضل الكثير على تعليمي وتدريسي وتوجيهي.
وكنت كثيرا من الأحيان أشاهد أختي الغالية فاطمة، رحمها الله، جالسة في زاوية من زوايا المنزل منهمكة ومندمجة في تفريغ أفكارها ومشاعرها على لوحتها الفنية لتعبر بأحاسيسها بريشتها الفنية بالألوان الزيتية الزاهية والتي زادها حسنا ورونقا لتظهر لوحة فنية رائعة الإتقان والجمال، وكذلك انشغالها بأشغال الإبرة والتطريز بخيوط تسر الناظرين بألوانها المبهجة لتطريز مفارش لطاوله الأكل وجميع أعمالها تشارك بها في معارض الأنشطة المدرسية والتي تشرف عليها وزارة التربية والتي عادة تكون في منتصف العام الدراسي في فصل الربيع.
ولا أنسى عندما عمت الفرحة الكبرى أرجاء منزلنا وسعادة غامرة فرحا وابتهاجا بنجاح أختي الغالية نورة، رحمها الله، بنيلها شهادة الدراسة المتوسطة بجدارة وتفوق ونالت استحسان الجميع رضا وسرورا ومكافأة والدي، رحمه الله، لها بهديه قيمة واستعدادها لدخول المرحلة الثانوية في ثانوية المرقاب للبنات وبمثابرتك واجتهادك استطعت نيل الشهادة الجامعية من جامعة عين شمس بالقاهرة «قبل أن تفتتح جامعة الكويت». أختاي فاطمة ونورة، رحمهما الله، ربات بيوت من الطراز الأول وتحسنان التصرف في كل الأمور.
ولا أنسى أختي الغالية فاطمة، رحمها الله، ببذل الجهد في ليالي عيد الأضحى وعيد الفطر وفي المناسبات لعمل أطباق تتناسب مع فرحة الأعياد مثل كعك العيد والحلوى والخبيص والبلاليط وهي من الأكلات الشعبية الكويتية وغيرها من الأطباق لتمدها على سفرة الطعام وطاولة الأكل سفرة عامرة بالأصناف بما لذ وطاب والكل يثني ويشكر أختنا الغالية فاطمة، رحمها الله، لقد نثرت البهجة والفرحة في نفوسنا في صبيحة يوم العيد.
لقد ذقنا طعما لذيذا من أياديكما بما لذ وطاب مذاقا واتقانا من صنوف الأكل بما تتميزان به مهارة فن الطبخ ورعاية شؤون المنزل، رحمكما الله رحمة واسعة.
لقد أودع الله في حديثكما سرورا لقلوبنا وفي صفاتكما ترويحا لروحنا وفي خلقكما تفريحا لنفوسنا، ومن الوفاء بما يوجبه حقكما أن نقدم الشكر لكما من قلوبنا من المودة وفي صدورنا من الإجلال بفضائلكما ونبلكما.
أدعو الله عز وجل أن يجعل قبركما روضة من رياض الجنة وأن ينزلكما الفردوس الأعلى من الجنة وفي جنته ونعيمه.
[email protected]