لأهمية حوض الخليج العربي من حيث موقعه الجغرافي الإستراتيجي المميز والمهم بين ثلاث قارات قديمة أوروبا - آسيا - أفريقيا وملتقى حضارات الشرق القديم ومنطقة التقاء طرق المواصلات وممر مائي يسيطر على أهم المضائق مضيق هرمز بوابة الخليج العربي والذي يربط ما بين الخليج العربي وخليج عمان - المحيط الهندي والسواحل الغربية للخليج العربي صالحة لرسو السفن بسبب كثرة تعاريجها واكتشاف البترول في دول الخليج العربي وهي الطاقة الحيوية اللازمة، فإقليم حوض الخليج العربي هو شريان الحياة ومنطقة إستراتيجية مهمة للغاية للمصالح الغربية.
ومن أجل الحفاظ على أمن واستقرار دول الخليج العربية ولضمان وجود مظلة أمنية تمت إقامة منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في عام 1981م وهو المجلس الذي يضم في عضويته ست دول خليجية عربية وهي بالترتيب المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر ومملكة البحرين وسلطنة عمان لتجانس مصالحهم وثقافتهم وتاريخهم المشترك وتوجهاتهم والمصير المشترك فيما بينهم وما حققه مجلس التعاون الخليجي من تطلعات لأبناء المنطقة جدير بالمحافظة على هذه المنظومة والتكتل الخليجي الإقليمي والتمسك بها، ولابد من دول الخليج العربي التلاحم والتعاون فيما بينها والتصدي للإرهاب وتجفيف منابع تمويله ودعم الأمن والاستقرار ولاسيما ونحن نعيش في محيط ملتهب بالصراعات والحروب الدامية.
وعند حدوث شرخ أو فتق في العلاقات الأخوية الخليجية في البيت الخليجي الواحد لابد أن تدار الأزمة بيد أهلها وهي قضية إقليمية وتحتاج إلى حل إقليمي، ولنزع فتيل الأزمات والحروب وتجنيب التوتر بالمنطقة نحتاج إلى رجال حكماء وعقلاء من أجل إخماد تلك الشرارة المتأججة لما لها من تأثير ودمار وخراب وهلاك البشرية.
وقد وهب الله سبحانه وتعالى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، أمير الإنسانية وشيخ الديبلوماسيين، الحكمة والاتزان والتصرف السليم لمعالجة ورأب الصدع بين الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي ومساعيه الخيرة ودوره الريادي في علاج القضايا، وحرص سموه على وحدة الصف الخليجي والعربي لما لهذه الأزمة من تداعيات قد تكون غير مجدية على السياسات والاقتصاديات الإقليمية والعربية والعالمية.
ودولة الكويت بقيادة صاحب السمو تقود الوساطة من أجل احتواء الأزمة والتوتر لما لها من آثار سلبية على منطقة الخليج العربي والعالم العربي إلى أن يتم تجاوز الأزمة ونزع فتيل النزاع والإشكاليات.
وقد حظيت جهود صاحب السمو ومساعيه النبيلة بإشادة دولية واسعة ودعمهم لجهود سموه المخلصة من أجل حل الأزمة الخليجية وثقتهم الكاملة في المبادرة الديبلوماسية التي اتخذها سمو الأمير ومساعيه الحميدة نحو مستقبل خليجي أكثر أمنا واستقرارا وازدهارا.
والكويت عرفت منذ القدم وطوال تاريخها ببذل العطاء والعمل الخيري الإنساني، وهذا نابع من أصالة الشعب الكويتي والإنجازات التي حققها سمو الأمير في مجال العمل الخيري حيث توجت تلك الإنجازات بتقدير عالمي من منظمة الأمم المتحدة في سبتمبر عام 2014م حيث أطلقت على سموه «قائد العمل الإنساني» وتكريم العطاء الخيري للكويت وأبنائها فأطلقت عليها مسمى «مركز إنساني عالمي».
وآمالنا كشعوب في إقليم حوض الخليج العربي كبيرة لاحتواء الأزمة بكل تداعياتها من أجل استمرارية تعاون وتلاحم دول الخليج العربي كمنظومة مجلس التعاون الخليجي والتصدي لأي فرقة وشقاق بين الأشقاء الذي جمعهم مصير واحد مشرك تاريخيا وجغرافيا وثقافيا واقتصاديا.
والمساعي الحميدة والحثيثة التي يبذلها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لرتق الفتوق وسد الثغرات من أجل شعوب منطقة الخليج العربي والشعوب العربية والعالمية لتتوافر مظلة الأمن والاستقرار والازدهار، وصاحب السمو جدير باستحقاق جائزة نوبل للسلام لدوره الداعم لحفظ الأمن والسلام.
لتشرق شمس المحبة والصفاء والأخوة الصادقة على ربوع دول مجلس التعاون الخليجي ولنبدد الظلام وينجلي ويبزغ أنوار فجر جديد وضاح بنور الأمل والضياء في سماء الخليج، ولنبتعد عن الأمور التي تكدر الخواطر الأمور الغثة والتعنيف من خلال الحوار والمناقشة الهادفة حتى نستطيع تجاوز الأزمات، ولنجعل من منظومة مجلس التعاون أكثر قوة ونشاطا وتوقدا ككيان إقليمي بمساهماته وإنجازاته لصالح شعوب دول الخليج العربي والعالم العربي والدولي.
فتقدم الأمم وسعادتها مرهون بتوافر مظلة أمنية واستقرار وتعايش سلمي.
[email protected]