يعقوب اليوسفي
العيب ليس في الوزراء ولا في شخصياتهم ولا في تحصيلهم العلمي ولا في خبرتهم العملية ولكن العيب فيمن يريد ان يكون الوزير طوع أمره «شيل فلان لونه ما يعجبني، ليش تنقل فلان ترى من الجماعة، صلح كل شيء في منطقتي فورا، شغل ولد عمي، صلح وزارتك في يومين، لماذا فلان مشيت له المعاملة الفلانية وأنا لا، لماذا المناقصة الفلانية لم تذهب لابن الأسرة الفلانية، لماذا الموظف الفلاني يداوم الصبح بس»، وهكذا وكأن الوزير خادم في بيت أبوالعضو (البعض منهم طبعا وليس كلهم) وكأن الوزراء يجب ان يكون شغلهم الشاغل إرضاء أهواء هذا أو ذاك وإذا حاد الوزير قيد انملة عن رغبة واهواء هذا العضو فقد كفر وأصبح يشهر به في كل جلسة أو ديوانية أو مقابلة تلفزيونية أو صحافية وقد وصل الأمر ببعض النواب لأن يمس شخص الوزير الذي يفوقه علما وأخلاقا وحتى نسبا.
من ناحية أخرى، فإن على الوزير ألا يرد ولا يعلق ولا يدافع عن وزارته أو القرارات التي اتخذها، بل يجب عليه ان يفسر كل حركة قام بها أو ان يستأذن قبل ان يقوم بها خوفا من ان تتعرض الوزارة من ذاك العضو الشرس والحريص على مصلحة الوطن «كما يدعي» للانتقاد والتجريح، لذا فإن الوزير في هذه الدولة يدخل معززا ويخرج مكسور الجناح، وكأنه هو المسؤول عن أخطاء كل المخالفين والمرتشين والسارقين والمزورين وهو الذي سرق في ثمانية أشهر أو سنة «هي فترة توزيره» أموال ثلاثة أجيال من الشعب الكويتي وجير لنفسه كل مناقصات وزارته وشغل كل قبيلته وطائفته وجيرانه وأصبح رصيده في سويسرا لا تحمله الجمال.
يا بعض الأعضاء اتقوا الله في هذا الوطن واتقوا الله في شرفاء وفقراء هذا الوطن فأنتم أول من يعرف من يستنزف الأموال العامة وأنتم أول من تقدمون الولاء والطاعة لهم بعد كل انتخابات وأنتم أول من يسهلون لهم ويساعدونهم، فالناس ليسوا نياما، بل انهم يرون كل شيء، وأنا هنا أرجو من سمو رئيس الوزراء ان يكلف هؤلاء الأعضاء بالوزارات التي ينتقدونها ويطلبون الإصلاح فيها والتي يعتقدون ان الفساد مستشر فيها مع كامل الصلاحية وفترة كافية من الزمن حتى نرى ماذا يفعل هؤلاء وكيف يتصرفون وما أولوياتهم لخدمة هذا الشعب المظلوم مع ملاحظة تقديمهم لقائمة الممتلكات والدخول قبل تسلم الوزارة، واما اذا رفضوا التوزير وهذا متوقع فسيكون جليا للشعب الكويتي ان ما يحصل كله يدخل تحت بند أكل العيش والضحك على ذقون الفقراء والناخبين.. وسلامتك يا وطن.